بُكَأَتٍ مُتقطَّعة" بقلم عبده الرداعي

بُكَأَتٍ مُتقطَّعة"
أين أنتِ ف نيران إشتياقي تزدادُ إشتِعالاً يوماً بعد يوم، إنها تتفاقم في جميع أجزاء صدري،
وقد بدأ الدُخان يتصاعد حتى يكادُ يُغطي ملامحي فلم يُعد أحد يُمزني،
تِلكَ الأبخرة التي إرتفعت أعلى صدري تتشكل كسحُب كثيفة تخنقني، تُصيبني بصعوبة في التنفس،
تجعلُ أدمُعي تنهمِر لتسقي ورود ذكراكِ في قلبي،
وذلك الحنين يستمِرُ في تعذيبي يأخذُ منيّ كُلّ طاقتي، يستمر بِخلقِ طيفكِ في كل شيء أنظر إليه،
هذا ما ينحر قلبي مِراراً،
ولكن يتدخل العقل فجأة فيهمسُ للقلب
ماذا تعمل لماذا تُجبرُني كل الوقت على التفكيرِ بها تُنَبِشُ بين الذكريات بنهِم، تعيشُها كُلّ الوقت  .وكأنها واقع،
كفى فلم أعدّ أستطيع تحمل فرط جنونك أكثر،
فلتعلم أنها رحلت بعيداً، بعيداً جداً،
أنها بين يديّ الله الآن.
هذا الكلام الموجِع بحقيقتِة، يجعل القلب يستفيقُ مِنْ شروده وتخيلاته،
ويصرخ عالياً لإياكَ أن تقل هذا ثانيةً حتى يُغمى عليه،
فتهدأ روحي ويستقِر نبضي حتى أبدو كالميت،
لماذا يحدث كل هذا معي....
رب لماذا لم تأخذ روحي عندما أخذت روحها،
ربي إن كُنت قد كتبتها ليّ فلماذا أخذتها منيّ، فأنا لم أعرف غيرها لم يكُن لدي في هذه الحياة سواها، هي الوحيدة التي كانت تعرِفُني وتشعُر بِما في داخلي دون أن أتكلم ولو كلمة واحدة،
والآن ليس من أحدّ في هذا العالم  قادر على تقبُلي،
الجميعُ دون أستثناء،
كلهم يتخلون عني يتركوني مُلقى في الأرض لا أحد يكترث لأمري،
أتمنى لهم كُلّ الخير فيكون جزائي قسوة إسأتهم ليّ،
لطاما أحببتُهم وكنت أعلم أنهم يدعون حُبهم لي، ولكن أفعالهم كانت تُنافي ذلك، تصرفاتهم، ردهم الجارح، وكلماتِهم الباردة،
كُلَّ شي أعلمه، ولكنني كُنت أتخطى ولا أهتم لجروحي، تنزِف ولا أُضمدها أبداً كُنت أترُكها حتى تجف لم أكنّ أشعُر،
أهتمُ بِهم فيكرهونني ويهجروني دون أدنى سبب الجميع يختِلق الأعذار للرحيل،
ينتظرون أتفه سبب أبسط كلمة أقولها لا أقصِدُها فتكون كالجبل لديهم،
لا أحدّ يتفهمُني..
لا أحدّ يهتمُ بي..
لا أحدّ يُريدني..
لا أحدّ يُشفقُ عليَّ..
لا أحدّ..
لا أحدّ..
ولكني لا أهتم لأنه لا جدوى منهم فلقد رحلت،
ولن أبحث عن غيرِها،
وقريباً سأرحل عن عالمكم الذي تظنون أني أفسدتُه.
وأرجو أن لا يتذكرني أحدٌ مِنكم أبداً.

#عبده_رداعي
_ريِٰـسٰتو،"