قل للراحلين
أرى الأعمار تمضي مسرعات
كما سفـــنٍ ببحرٍ جـــــارياتِ
عقاربَ سرعة الأعمار تُحصى
بأيــامٍ وساعـــاتٍ مشـــــاةِ
ولم يعلم مداركهـا سوى من
تخرُّ له رقابٌ في الصـلاةِ
فهلّا يـدرك الإنســــــــان أنّا
نسافر من حياة إلى حيــــاةِ
حياة الأخريات حياة خيـــر
لمن عرفوا الإلـٰـه بلا ســباتِ
وقــــل للراحــلين بغيــر زادٍ
من الدنيا لدرب العادياتِ
تزودْ قبــــل تأخــذك المنايا
بتقــوى الله خالي السيئاتِ
ولا تكسبْ يمينك غير خير
ولا تبصــرْ جمال العارياتِ
ولا تنطقْ كلاما سوف يبكي
عيونك حين تلقى العادياتِ
ولا تشتـم عدوا أو رفيقـــا
يضلك إن شتمت عن النجاةِ
وشيّدْ في قلوب الناس ودا
لتكسب دعوة يوم الممـاتِ
ولا تفشِ أمام النـاس سرا
فإن السر مكنــون الذواتِ
ولا تحقدْ خليلي أيَّ شخصٍ
فإن الحقد فيروس العــداةِ
ولا تلطمْ بكفِّكَ خدَّ طفــلٍ
ولا تفزعْ قلوبَ القاصـراتِ
ولا تعصِ الذي ربَّـــاك دوما
لتسعد في حياتِكَ والوفاةِ
ولا تبكِ عيونَ الأُمِّ حـــاذر
نعيم الخلد تحت الأُمّهــاتِ
ولا تصحبْ لئيما أو كــذوبا
فإن الكذب عدوى كالشتاتِ
ولا تمشِ بهذي الأرض مرحا
ولا تلبس ثيابا فاخــــــراتِ
وعش في هذه الدنيا كضيفٍ
ولا تحــزن على مـــاضٍ وآتِ
ولا تؤذِ الجــــوار وزرْهُ دوما
وكن للجار عونا في الفــــلاةِ
صل الأرحام من دون انقطاع
لترزق طول عمرٍ في الحيــاةِ
وعــشْ في هـــذه الدنيا تقيـا
نقيا كالصحــــــابة والدعـــاةِ
ولازم صحبــة الأخيـــار دوما
لتكسب منهمُ أحلى الصفــاتِ
ولا تهجــر كتــــــاب الله كيلا
تضل عن الهــداية والهـــــداةِ
.
.
لــ
محمد صالح اليحياوي
2021/2/6
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب