الاثنين، 11 أكتوبر 2021

ياسيد الثقلين، بقلم الشاعر/نجيب الطيار


يا سَيِّدَ الثَقلين

فِي الجُمعةِ الغراءِ ما أدرَاكَ
أنّ المحبّ مُتيّمٌ بِهواكً

يمضِي بِدربِكَ آملٌ مُتيّقِنٌ
أن يرتَقي بالحُبِّ في مرقاكَ

يا سَيِّدَ الثَقلينِ يا عَذبٌ الجَنى
روضِي تعطَّر من شَفيفِ رُباكَ

والكَونُ رتّل والسَماواتُ العُلَا
والروحُ والريحانُ في ذِكراكَ

يا أيها الهادي البشيرِ تَرفُقاً
بفؤادِ صَبٍ شفّهُ لُقياكَ

رؤياكَ دعوةَ خاشِعٍ مُتبَتِلٍ
في طَيِّ محرابَ الهوَى غنّاكَ

صلّاكَ ربِّي والملائكُ والبَرى
والعرشُ والروحُ الذي والاكَ

يا شاهِداً ومُبَشِّراً ومُعَلِّماً
رّحماكَ بالصَبِّ الذي رُحمَاكَ

تسري الصَلاةُ بِمُهجتي وحشَاشَتي
ويُنارُ دَربِي مِن سنَا أضوَاكَ

وبِرونقِ الآيات بشّركَ الضُحَى
ببُِزوغِ عصرٍ رائقٍ بِضُحاكَ

بالطِيبِ بِالرَحمَاتِ باليُمنِ الذّي
بالهَديِ بِالتَقوى بنَفحِ شذَاكَ

وأتَتْ بِشاراتٍ السَماءِ جَليَّةً
مِن قبلِ آدم جاوَزَتْ بُشرَاكَ

ودَعا بِها إبراهيمُ هَبْ ذُريّةً
ولأنتَ فيها المُرتجَى إذْ ذاكَ

يكفيكَ فَخراً أنَّ عِيسَى قَالهاَ
لا ليسَ أهلاً أن يحلُّ حِذاكَ

فَاران يا سَاعيرُ ما لِجِبَالهَا
يا تُبَّعَ المَيمُونُ من أغرَاكَ

يا سيفُ ذي يزنٍ بُحيرى مَالهُ
يدرِي بِأنّ الله قد ولّاكَ

يدري بعِلمكَ والمقامُ مؤّيدٌ
لمّا رأى الأمْلاك عن يُمناكَ

ومُضَلّلٌ تَدرِي الغَمامة أنّهُ
حتّى الجبَال ورَفعهاَ لِلِواكَ

والآي والتَرتيل والحجرُ الذّي
وضَعتهُ بالمَرقىَ متَى كفّاكَ

ورَضوكَ عَدلاً حاكماً في شأوِهمْ
هذاَ الأمينُ وَمن لهاَ إلاَّكَ

يا أنتَ أفصحَ نَاطقٍ بِحُرُوفِهِ
قَد جُزتَ فيها المُنتهَى بِعُلاكَ

ودعوتَ ربّكَ صادِقاً مُتَبّتِلاً
أمَّيتَ كلّ الرُسلِ في مسراكَ

وعلوت للسبع الطِباقِ فمن تُرىَ
إنْ لمْ تَكُن.. مِن وطّأَ الأفلَاك

جاوَزتَ جِبريلَ الأمين مُيَمماً
وخرقتَ أسبَاب السُموّ هُنَاكَ

لَبّتْكَ مِنّي بِالجوانحِ مُهجَتي
والروحُ والقَلب الذّي لبَّاكَ

يا يومُ بَدرٍ في سَناك حشَاشتي
أٌحُدٌ وفي الأحزابِ نلتَ لِواكَ

بِحنين في فتحِ الفُتوحِ بمّكةٍ
بتبوك كَم ربّ السمَاء أرضَاكَ

بجُفونِ مكّة والمَدامعُ تحتَفي
فرَحاً وكمْ سعِدُوا بِها طُلقَاكَ

ياأنت أكرمُ من مضَى في شَأوهِ
أخلاقُ كلّ العالَمِينَ فِداكَ

يا كلّهُم من بَحرِ آيكً غَارفٌ
والمُعجِزات سَمتْ بِهم بِوَلَاكَ

موسى وإبرَاهيم عِيسَى والذّي
داوودُ أوّبَ صَادِحاً بِصدَاكَ

وتباَشرتْ كلّ الجِبالِ وأوبّتْ
والطيرُ فيها قد شَدا بِثَناكَ

بلّغْتَنا اللّهمّ فأشهَد أنّه
ونصحتَ بالدينِ الذّي وكفاكَ

وأنا المُعنّى في هَواكَ صبَابة
قد فازَ بالنعماء من ناجاكَ

يا بابُ مَغفرَتِي وبوحُ شفَاعتي
ووَسيلَتي والجاهُ والإدرَاكَ

والروحُ يا مولايَ يهتِفُ صادحاً
صلّى عليكَ الله يَا صلّاكَ

يا أحمدٌ ومٌحمّدٌ والمُجتَبى
والمصطفَى جلّ الذي أنشاكَ

والآل والأحباب أربابُ الندَى
ما غرّد الخفّاق إذ وافاكَ

وترنّمَ الشَادي بِعذبِ يا لَهُ
بِشَمِيمِ طيبة منْ شذا ذِكراكَ

نجيب الطيار
أم درمان السودان
الثاني من ربيع الأول ١٤٤٣ ه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *