*بي غصة*
بي غصّةٌ ما اشتكاها قطُّ إنسانُ
إلّا وضاقتْ بهِ روحٌ وأركانُ
وبعثرتهُ دقيقًا في الفلاةِ فلا
كفٌّ تضمُّ ..ولاحظًّ وإيمانُ
وأغرقتهُ بحورٌ لانجاةَ بها
لا زورقٌ لا مجاديفٌ وشطآنُ
لو جاءها (عنترٌ) مُكسىً بعدتّهِ
يعودُ منها وقد لفّتهُ أكفانُ
والكونُ لو عاشها ماذاقَ عافيةً
ولا حوتهُ عنواينٌ وأوطانُ
أنا المضاعُ بأوهامي فوا أسفي
إذا فُنيتُ ولم يهديني برهانُ
أنا السّحيقُ الضّليلُ الَّستُ أُبصِرُهُ
أنا السّجينُ وهذا البؤسُ سجّانُ
كالأرضِ كالغرسِ للأمزانِ مُبتهِلٌ
فكلّ عرقٍ بجسمي اليومَ ظمآنُ
كلّي حنينٌ وذو الأشواقِ مضطربٌ
هيهاتَ يسكنُ من يسكنهُ حِرمانُ
أطوفُ حولي بخطواتٍ مرنّحةٍ
إنّي بخطبي وأوجاعي لسكرانُ
جيشٌ من الآهِ يغزو كلّ مملكتي
لم يرحموا بالأذى ضعفي ولا لانوا
كالجمرِ يجرونَ مابينَ العروقِ كما
لو أنّ في كفّ خطبي الحظّ فنجانُ
يا أيّها الهدهدُ المفقودُ عدلي فما
بي قوّةٌ للجفا إنّي سليمانُ
عدْ حاملًا نبأَ القومِ الأُلى عَمِيَتْ
بهمْ رُؤانا .. فللأقوامِ أوثانُ
إنّي لمنجيكَ من عذلي إذا قَدِمُوا
وأسلموا لي .. وإلّا ماتَ غفرانُ
إنّي لأقطعُ أشواطًا بمسغبتي
مافادني عنكَ ذو علمٍ ..ولا جانُ
جئني وحلّقْ على أعتابِ صومعتي
إنّي لفي صرحِهِا "القدّيسِ" رُهبانُ
*حسين الأصهب*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب