مجاديف الامل بقلم :((عمر سالم الحشيبري))

🌹مجاديف الامل
بقلم الشاعر عمرسالم الحشيبري

       ✍🏼
في بداية صباح لنهار جديد..وقتها لم تكن الشمس بحرارتها القوية , ولافي نسيمها الباهر , والزهر ذابل ولم يكن بالوانه الزاهية,
اخذنا المجاديف..وامتطينا القارب برفقة "رجل مسن" في عمر الستينات ذو خبرة كبيرة في مجال الحياة.....
القارب كان يبدو قديما من لونه الباهت واخشابه المترهلة...
بدأ صفو الجو يطلع شيئا فشيئا ..والامواج هادئة جدا ...ونحن نسير ع هذا القارب التي تقلبت فيها احوالنا من الحلو الى المر الى الملل الى التجديد الخ ....
من ضحكات تملئ الدنيا الى حزن يضخ بها القلب ليسمع البعيد.....
حينها اكتضت ذاكرتنا بالراحلين واصبحت كقطارات تعرض فيها محطات حياتنا.....
والناس فيها ماهم سوا مسافرين من مكان الى آخر.....وكلا منهم في حال سبيله ...وهناك البعض منهم ينزل من القارب استسلاما لمخاوفه وحياته التي غيرت مجرى راحته, البعض يبقى مقاوما للالم ...متمسكا بالامل رغم جميع إحاطته بالعتمة....
عرفوا ان الحياة مغموسة بالذل والالم والوجع ك الرغيف المغموس بالدم لايشتهيه احد ...تماما كصوت الامواج التي تتلاطم ليلا والاصوات المرعبة التي تظهر ليلا...
واجهوا الالم والمعاناه حتى اصبحت كل ضخة دم في جوفهم تتمزق رويدا رويدا .  اصبحت الحياة والاستمرارية تحدي لا رغبة..  
وحتما اصبح تناقض
والتناقض اقل واجب حين يقف امام خيارين.....
إما اختيار حد مصيري او استمرارية
... .حينها عرفنا ان العقول خلقها الله لتخرجنا من كل مآزق...
صدقنا من قال " العقول ليست ثياب نرتديها متى مانريد ..بل هي افكار تتضح لنا في وقت شدتنا.....
لقد خلقنا الله بأذهان مختلفة.  ومدارك مختلفة .. وكانت هذه حكمة الله كي نواجه معاناتنا بكل قوة ونتجاوزها بكل نضج....
حتى يتبين لنا الضعيف من القوي ..والحق من الباطل..والعدل من الظلم. . يظهر فيها معدن كل من حولنا ؛ وفداحة الحرب؛ وتفاهة السخيف..

حتى تعلمنا بأن ندفع حياتنا ثمنا لحريتنا..نعم...
حريتنا كرامتنا لاشئ بالدنيا يساويها.
وتعلمنا الايام رسائل نبث فيها احزاننا واوجاعنا ونرميها مع الامواج ...لي ألا تعود الا وهي حاملة صدى الأمل وحبات ثماره

وتستمر حياتنا

بقلم عمر سالم الحشيبري