الجمعة، 5 يوليو 2019

((على الاعتاب)) بقلم الشاعر باسم احمد قبيطر

علَى الأَعتاب ..

أسامرُ حيْرةَ الكأسِ
بليلٍ حالكِ الشّمسِ

كَأَنَّ الأمسَ صارَ غدِي
وصارَ غدِي بِلا أمسِ

وحارَ العمرُ في سفرٍ
بشكٍّ قانِعِ اللّبْسِ

فلاحَ اليأسُ في حالي
وملَّ الحالُ من يأسِ

وراح الصّبرُ يرحلُ بي
إلى نُسُكٍ من التّعسِ

وليستْ شيمتي الشكوى
ولم آيسْ منَ البؤسِ

أَكانَ  العمرُ أحجيةً
تراوغُ راحةَ النّفسِ؟!

لعمري تلك ملحمةٌ
يخطُّ صِحافَها بأسي

بِشوقٍ مضّهُ ألمٌ
يقدُّ كشفرةِ الفأسِ

يخوضُ غمارَها وَلِهًا
ولَم يجنحْ إلى نُكْسِ

وباعَ حطامَ ما يُغوي
بسعرٍ تافهٍ بَخْسِ

ونزفُ قميصِهِ الدامي
روى أسطورةَ الحِسِّ

أنا عشقٌ أنا ولَهٌ
وتقتُ لموعدِ الأُنسِ

فمنْ للروحِ يُرضِيها
إذا ما غابَ سالِيها؟!

ورُحتُ أقلّبُ الدنيا
وأنشدُ غايةً عليا

أكاشفُ مقلةً دمعتْ
على الأعتابِ في اللقيا

وكانت مزنةً بالأمسِ
تسقي التيهَ كي تحيا

ولكنْ يا لتلكَ العينِ
إذ عقِلَتْ نُهى الرؤيا..!

مخرتُ بحارَ أسئلتِي
عسى أستلهمُ الفُتيا

وفَوْق بُراقِ أشرعتِي
طويتُ بُحورَها طَيّا

ولم أظفرْ بمنْ يجلو
حِجابًا صدّني بَغْيا

لجأتُ لصبوةٍ قُصوى
وما نال الهوى شَيّا

رميتُ سهامَ أَخْيِلتي
لِكَيْ أستقرئَ الوَحْيا

بِوَجْدٍ مِنْ صَمِيمِ الرُّوحِ
ناهزَ شَوقُهُ المَحيا

فَطارتْ تكشفُ الآفاقَ
يَنضحُ عزمُها وَعيا

يُناجي حِلمُها الأبعادَ
والإبعادَ والنّأيا

تفتّشُ عن رحيقِ الوصلِ
في عطشٍ إلى السُّقيا

فهلْ مَنْ أغطشَ التّرحالَ
لا يرضى لها رَيّا؟!

وقد صدقتْ بما وعدَتْ
ولَم تُخلفْ بذا وَأيا

ولَم تهتكْ خِمارَ العهدِ
تعشقُ سِترَهُ رِئْيا

وجابتْ مُطلقًا ما انفكّ
يُربكُ مجدُه السَّعيا
 
وإذ بالروحِ تستفتي
مدًى في الأفْقِ يُغريها..!

إلى أن تِهتُ في أمري
وما في النفسِ من فقرِ

ولا أدري بما يجري
بظلِّ العسرِ واليسرِ

وظَلْتُ مسائلًا دهري
أكنتُ أريدُ أن أدري؟!

بأنّي الظامئُ الصّادِي
ولا أمواهَ في البئرِ

وفي أحشاءِ عتمتِها
وفي حبسٍ بها سرّي

عرفتُ بكلِّ إدراكي
فداحةَ جهلِيَ المُزري

ودلّتْني عواقبُهُ
إلى ذنبٍ نفى عُذري

فَأدجى حُلْمُ أخْيلتي
خلا من أنجمٍ زُهْرِ

ورُمتُ الوصلَ في شوقٍ
كشوقِ الطلِّ للزّهرِ

وشوقِ الزّهرِ للأنداءِ
فِي أنشودةِ القَطرِ

تغنيها لنا الأطيارُ
حبًّا دافقَ العطرِ

وتعزفُها مدى الأشواقِ
أنغامًا مِنَ البِشْرِ

فتروي مهجةَ العشاقِ
إيناساً مع الصّبرِ

أهزُّ بجذعِ نخلتِها
وأرحلُ دونما تمرِ

أكانت رحلتي كسبًا
أضاعَ الأمنَ في صدري؟!

وفي أهدابِ أحزاني
وإذْ تطغى وتسْتشري

دلجْتُ بلَيْلِ أشجاني
أرتّلُ سورةَ العصرِ

وأقرأُ في ثناياها
بأنَّي اليومَ في خُسْرِ

فأسْتَوصِي بدعوتها
إلى الإيمانِ والبِرِّ

إلى صبرٍ يُسربلُنِي
بعفوِ الخالقِ البَرِّ

فَظلمةُ عمرِيَ اشْتاقتْ
لليْلِ الوصلِ والفجرِ

رصدتُ الغيبَ يرصدُني
ويقحمُ رحلةَ العمرِ

أكادُ مِنَ الرّؤى أَعيا
وَمِنْ آتٍ طوى نَعْيا
فَفاضَ الوجدُ في كأسِي
وأذكى البوحَ في همسِي
وصبّ الراحَ في خمري
بِلا عِنبٍ ولا سُكْرِ
فعَتّقَ نبضَ إيماني
وأغناني عَنِ النّذْرِ
وَفضّ رموزَ أشواقي
وأبقانِي بلا سِتْرِ
فوا عجبي لِما يَجْري
نَمَتْ روحي لِجانيها..!

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *