عقلي هو الجاني
ااااااااااااااااااااااا
.
لستُ عبقريًا
وإنَّما عقلي جنَى عليَّ
في كلِّ يومٍ جنايةٌ تسحبني إلى العزلة ،
تركلني إلى درجةٍ أعلى ،
من سخريتي السفلى ،
تُقطِّع أوردتي من سعادة الجهل ،
وتلصقها بهمومٍ أخرى
ترسلني إلى افتضاح حقيقةٍ أكبر ،
وأمشي وأفقد أطراف الذاكرة ،
وأتقدم بلا هوادة ،
وأقسمُ ألَّا أترك الصنم الفكري يتحجر ،
ولن أنخرط في القطيع مرةً أخرى ،
لقد أصبحتُ هامشًا ومضمونًا ،
عاقلًا ومجنونًا ،
أغترب وأعود أغرب ،
أتوحد في الشامل الأوحد ،
أيها الغبار..
لمن أشكو الآن ؟
لمن أضحك ؟
لمن أشتم وأتذمر ؟
لم تعد لغتي كما كانت ،
لم أعد كما كنت ،
أصبحت أبتسمُ غيظًا ،
وأبكي سخريةً ،
وأنام حبًا ،
وأصافح خوفًا ،
وأهرب ارتياحًا ، وأقعد سعيًا للبعيد ،
أحتار حينًا ، وأجزم أحيانًا ،
لذا سأظل هنا وهناك ، طيفًا وغبارًا ،
سماويًا وسُندسيًا ،
فلا أريد تسويةً غير واعية ،
ولستُ عبقريًا غير محسوس حتَّى التبخر ،
أو جامدًا حتَّى التجذر
وإنَّما أفقدُ حسَّ الإنتماء وأجده
وهكذا يحلو الضياع ويتجدد .
عثمان المسوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب