الأحد، 18 أغسطس 2019

أَبِيْ وَأَبِيْ وَأَبِيْ. بقلم الاديب باسم أحمد قبيطر

أَبِيْ وَأَبِيْ وَأَبِيْ ..!

أَبِيْ حَبِيبِيْ أَتُشْجَىٰ مِنْ أَسَىٰ كُتُبِي
أَبِيْ أَجِبْنِي فَتُجْلَىٰ لَوْعَةُ النُّوَبِ

أَجِبْ رَجَاٰئِي فَإِنِّي ضِقْتُ مِنْ قَلَقِي
أَلَاٰ أَجِبْنِي فَلَاٰ أَلْتَاٰعُ فِي طَلَبِي

فَهَمْسَةٌ مِنْكَ تَرْوِينِيْ عَلَىٰ ظَمَإٍ
وَنَظْرَةٌ مِنْكَ تَشْفِينِيْ مِنَ النَّصَبِ

فَأَنْتَ أَنْتَ أَمَاٰنُ الدِّفْءِ أَنْشُدُهُ
وَأَنْتَ أَنْتَ وِجَاٰءُ الطَّاٰرِئِ اللَّجِبِ

فَعُدْ بِحَاٰلِي لِعَهْدِ الطِّفْلِ شَوَّقَنِي
أَنْ أَرْتَجِيْ فِيْكَ مَاٰ أَشْتَاٰقُ مِنْ لُعَبِي

أَجِبْ نِدَاٰئِيْ، فَمَاٰ زِلْتَ الَّذِي حَلَمَتْ
عَيْنِيْ بِرُؤْيَاٰهُ مَنْ رُؤْيَاٰهُ كَشْفُ نَبِي

فَكَمْ كَتَبْتُ وَمَاٰ أَدْرِي إِذَاٰ وَصَلَتْ
رَسَاٰئِلُ الْوَجْدِ كَيْ تُنْبِيكَ عَنْ كُرَبِي

تُنْبِيكَ كَمْ عَصَفَتْ بِالْحَرْفِ نَاٰئِبَةٌ
وَمَسَّهُ الضُّرُّ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الْوَصَبِ

فَزَاٰغَ عَنَّاٰ وَعَنْ نَجْوَىٰ رَسَاٰئِلِنَاٰ
وَبُحَّةُ النَّاٰيِ قَدْ غُصَّتْ مِنَ التَّعَبِ

بَاٰءَتْ بِرُزْءٍ وَمِنْ نُبْلٍ مَعَاٰزِفُهَاٰ
أَغْضَتْ عَنِ الْبَوْحِ لَمْ تُفْصِحْ عَنِ السَّبَبِ

لَمْ تَأْلُ جَهْدًا لِكَيْ تُخْفِيْ مُلِمَّتَهَاٰ
وَتَرْفُوَ الْعُذْرَ لِيْ مِنْ خَشْيَةِ الْعَتَبِ

فَمَاٰ سَمِعْتَ مُنَاٰجَاٰةً بِأُغْنِيَتِي
إِذْ تَاٰهَتِ الْآٰهُ فِي عَزْفِي وَفِي طَرَبِي

بِالْأَمْسِ كَاٰنَتْ غَوَى الْأَطْيَاٰرِ نَغْمَتُهَاٰ
وَفِتْنَةَ اللَّحْنِ فِي تَغْرِيدِهَا الْعَذِبِ

مَاٰذَاٰ أَقُولُ وَقَدْ طَاٰحَ الْبَلَاٰءُ بِهَاٰ
وَأَخْرَسَ الشَّجْوَ فِي تَرْنِيمَةِ الْقَصَبِ

ضَجَّ الزَّمَاٰنُ وَأَعْلَىٰ فِيَّ صَيْحَتَهُ
وَأَذَّنَ الْمَوْتُ قَبْلَ النَّبْضِ فِي عَصَبِي

فَيَاٰ لِجُرْحِيْ وَمَنْ لِيْ الْيَوْمَ يُبْرِئُنِي
وَقَدْ تَجَدَّدَ مَوْتِيْ فِي مَمَاٰتِ أَبِي

قَضَى الْحَبِيبُ قَضَىٰ مَنْ كَاٰنَ مَدْرَسَةً
لِلْحَقِّ وَالرُّشْدِ فِي أَعْلَىٰ عُلَا الرُّتَبِ

فَرُحْتُ أَشْكُو مَضَاٰءَ الْفَقْدِ فِي حَزَنٍ
وَكَيْفَ أَرْثِي كَبِيرَ السَّاٰدَةِ النُّجُبِ

بِأَيِّ حَرْفٍ أُوَفِّيْ الْكَيْلَ مَنْ يَدُهُ
حَنَتْ عَلَيََ وَأَرْوَتْنِيْ نُهَى الْأَدَبِ

بِكُلِّ نُوْرٍ وَعِلْمٍ مَا اشْتَكَىٰ تَعَبًا
بِصَاٰرِمِ الْجِدِّ لَاٰ بِاللَّهْوِ وَاللَّعِبِ

فَإِنْ رثيْتُكَ أَرْثِيْ الْفَقْدَ أُلْهِبُهُ
وَحَرْفِيَ الْكَلُّ يَصْلَىٰ حُرْقَةَ اللَّهَبِ

وَقَدْ لَجَأْتُ إِلَى الْأَحْزَاٰنِ تُرْشِدُنِي
أَنْ كَيْفَ أَرْثِيْ أَبًا لِيْ بَلْ أَبًا لِأَبِي

عَمَّاٰهُ طِبْتَ وَطَاٰبَتْ فِيكَ عَاٰئِلَةٌ
فِيهَاٰ سَتَخْلُدُ فِي الْأَصْلَاٰبِ وَالْعَقِبِ

فَالشِّيبُ فِينَاٰ كَمَا الشُّبَّاٰنُ كُلُّهُمُ
يَنْمُو عَلَى اسْمِكَ فِي زَهْوٍ وَبِشْرِ صَبِي

وَالْكُلُّ يَدْعُو إِلٰهًا وَاٰحِدًا أَحَدًا
كَيْمَاٰ تَحُوزَ جِنَاٰنَ الْخُلْدِ فِي دَأَبِ

أَوْرِدْهُ رَبِّيْ عَلَى الْمَبْعُوثِ شَاٰفِعِنَاٰ
فِي جِيْرَةٍ آلُهَاٰ أَنْقَىٰ مِنَ الذَّهَبِ

يَاٰ عَمُّ جِئْتُكَ هَوْلُ الْفَقْدِ يَغْلِبُنِي
لٰكِنْ أَتَيْتُكَ جَذْلًا غَيْرَ مُنْتَحِبِ

يَاٰ مَعْلَمًا فِي ضَمِيرِ الْبَأْسِ تَاٰهَ عُلًا
خَاٰضَ الْحَيَاٰةَ جَسُورًا لَاٰ وَلَمْ يَهَبِ

الْجُودُ رَاٰيَتُهُ وَالْبَذْلُ غَاٰيَتُهُ
تَسْخُو الْيَدَاٰنِ لَكَمْ جَاٰدَتْ بِلَاٰ رَهَبِ

يَدَاٰنِ جَسَّدَتَاٰ جُودًا بِلَاٰ مَنَنٍ
لَمْ تَبْغِ غَيْرَ رِضَى الرَّحْمٰنِ مِنْ أَرَبِ

تِسْعُونَ مَرَّتْ وَخَمْسٌ فَوْقَهَاٰ شَمَخَتْ
نُورًا وَعِزًّا فَيَاٰ لِلثَّوْرَةِ الْعَجَبِ

الصِّدْقُ جَوْهَرُهَاٰ وَالنُّبْلُ مَعْدَنُهَاٰ
كَاٰنَتْ وَصَاٰرَتْ بِفَخْرٍ غُرَّةَ الْحِقَبِ

وَاللّٰهُ أَكْرَمَهُ فَضْلًا بِأَجْنِحَةٍ
خَفَّاٰقَةٍ بِالْعَطَاٰيَاٰ دُونَمَاٰ رِيَبِ

هَمْ إِخْوَةٌ كُتِبَتْ بِالْبَذْلِ صَفْحَتُهُمْ
أُمْثُولَةً أَذْهَلَتْ فِي عَاٰلَمِ النُّخَبِ

قُلْ قُدْوَةٌ عَمَرَتْ بِالْمَجْدِ مَنْزِلَةً
أُسْطُورَةً أَشْرَقَتْ فِي غَيْهَبِ الشُّهُبِ

هُمْ سُؤْدَدُ الْحُبِّ فِي قَلْبِيْ وَفِي هُدُبِيْ
تَاٰجُ الْأَعِزَّةِ مَنْ يَزْكُو بِهِمْ نَسَبِي

مِنْ أَحْمَدِ الْجُودِ لِلْعَبْدِ الْغَنِيِّ إِلَىٰ
مُحَمَّدِ الْفَضْلِ فِي جَاٰهٍ وَفِي حَسَبِ

وَالْيَوْمَ قَدْ جُمِعُوا فِي بَيْتِ فَاٰطِمَةٍ
مِنْ نَسْلِ فَاٰطِمَةٍ أَكْرِمِ بِمُنْتَسَبِ

اللهُ حَاٰفِظُهُمْ فِي الْخَلْقِ رَاٰفِعُهُمْ
إِنْ كَاٰنَ مِنْ عَجَمٍ مَجْدًا وَمِنْ عَرَبِ

يَاٰ قِمَّةَ الْعِزِّ عُنْوَاٰنًا وَمَكْرُمَةً
خَاٰبَتْ ظُنُونٌ وَفِيكَ الظَنُّ لَمْ يَخِبِ

كُنْتَ الصَّبُورَ عَلَىٰ الدُّنُيَاٰ تُكَاٰبِدُهَاٰ
بِسَيْفِ حِلْمِكَ إِذْ أَرْبَىٰ عَلَى الْقُضُبِ

كَمْ مِنْ نُجُومٍ مَدَى الْجَوْزَاٰءِ قَدْ أَفَلَتْ
إِلَّاٰكَ أَنْتَ فَأَنْتَ الْبَدْرُ لَمْ يَغِبِ

تَجُوبُ تَخْتَرِقُ الْآٰفَاٰقَ فِي شَغَفٍ
أَنْسَاٰكَ فَرْطَ التَّجِلِّي زَفْرَةَ اللَّغَبِ   

تَعْلُو وَتَنْقُشُ فَوْقَ الْغَيْمِ مَلْحَمَةً
أَغْنَتْ بِعِلْمِكَ عَنْ مَوْسُوعَةِ الْكُتُبِ

تَحْكِي الْكَوَاٰكِبُ وَالْأَفْلَاٰكُ قَدْ شَهِدَتْ
أَنْ يَاٰ قُبَيْطِرُ أَنْتَ النُّورُ فِي السُّحُبِ

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *