مقطع من قصيدة:
آٰنَ الْأَوَاٰن ..!
يَاٰ أَيُّهَا الْعَرَبِيُّ
...
يَاٰ أَيُّهَا الْعَرَبِيُّ عُدْ لِعُرُوبَةٍ
ظَمِئَتْ لِسَيْفِكَ أَمْ تُرَاٰهُ تَكَسَّرَاٰ
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ وَاسْتَعِدَّ لِهِجْرَةٍ
تَكُسُو رَجَاٰءَكَ بُرْدَ عِزٍّ مُزْهِرَاٰ
وَتُعِيدُ لَيْلَكَ مُسْتَنِيرًا وَاٰدِعًا
وَيَعُودُ فَجْرُكَ نَيِّرًا مُسْتَنْوِرَاٰ
وَتَعُودُ تُشْرِقُ بِالْمَلَاٰحَةِ وَالصِّبَاٰ
وَتَرَىٰ شَبَاٰبَكَ زَاٰهِيًا مُخْضَوْضِرَاٰ
تَاللهِ تَاٰقَتْ لِلرَّبِيعِ هُوِيَّةٌ
صَهَلَتْ لِخَيْلِكَ فَالرَّبِيعُ تَصَحَّرَاٰ
هَيَّاٰ وَثُرْ وَاصْنَعْ رَبِيعًا جَاٰمِحًا
فَلَقَدْ صَدِئْنَاٰ فِي خَرِيفٍ أَغْبَرَاٰ
هَرِمَتْ نُفُوسٌ أَجْدَبَتْ آٰمَاٰلُهَاٰ
تَحْتَاٰجُ عَزْمَكَ كَيْ تَطِيبَ وَتُثْمِرَاٰ
أَنْتَ الَّذِي أَقْرَأْتَ آٰيَاٰتِ النَّدَىٰ
كَيْفَ الْعَطَاٰءُ وَكَيْفَ جُودُكَ فِي الْقِرَىٰ
أَنْتَ الَّذِي آٰسَيْتَ مُطْلَقَ آٰيِسٍ
أَنْتَ الَّذِي وَثَّقْتَ بِالدِّينِ الْعُرَىٰ
وَأَرَيْتَنَاٰ أَنْ كَيْفَ نَجْعَلُ حِلْمَنَاٰ
يَجْنِي مِنَ الْمُرِّ الْمُحَنْظَلِ سُكَّرَاٰ
سَبْعٌ عِجَاٰفٌ أَعْقَبَتْ سَبْعِينَ مَرَّ ـ
ـتْ مُرَّةً وَالْعُرْبُ تَمْشِي الْقَهْقَرَىٰ
أَسْرِجْ دُمُوعَكَ تَمْتَطِيهَاٰ صَهْوَةً
وَاصْدَعْ بِعَاٰلِي الصَّوْتِ أَسْمَاٰعَ الْوَرَىٰ
وَاغْشَ الْجَهَاٰلَةَ قَدْ تَمَاٰدَىٰ لَيْلُهَاٰ
وَأَضِئْ بِعَتْمِ الْحَاٰلِكَاٰتِ مُنَوِّرَاٰ
يَكْفِي التَّوَاٰكُلُ لَيْسَ يُجْدِي أَمْرُهُ
طَاٰلَ التَّوَاٰنِي وَاسْتَطَاٰلَ مُدَمِّرَاٰ
فَمَتَىٰ سَنَزْأَرُ فِي ضَمِيرِ عُرُوبَةٍ
كَاٰنَتْ تُخِيفُ مَتَىٰ تُشِيرُ الْجُؤْذَرَاٰ
وَمَتَىٰ سَيَرْجِعُ لِلْعُرُوبَةِ صَوْتُهَاٰ
كَاٰنَتْ إِذَاٰ نَطَقَتْ تَهُزُّ الْأَكْبَرَاٰ
وَمَتَىٰ سَنَثْأَرُ مِنْ غَشُومٍ ظَاٰلِمٍ
أَوَمَاٰ أَنَخْنَاٰ ذَاٰتَ يَوْمٍ قَيْصَرَاٰ ؟!!
وَمَتَىٰ سَنُدْرِكُ مَاٰ يُحَاٰكُ صَرَاٰحَةً
وَمَتَىٰ نَرَىٰ مَاٰ صَاٰرَ مَكْرًا مُسْفِرَاٰ
هَاٰجِرْ ظَلَاٰمَكَ وَاسْتَفِقْ وَالْحَقْ بِمَنْ
فِي الْغَاٰرِ يَشْكُرُ صَاٰبِرًا مُتَصَبِّرَاٰ
فِي الْغَاٰرِ يشْكُرُ لِلْكَرِيمِ عِنَاٰيَةً
سَتَظَلُّ تُذْهِلُ كُلَّ عَقْلٍ فَكَّرَاٰ
لِلثَّاٰنِيَ اثنيْنِ الَّذِي اعْتَمَرَ التُّقَىٰ
أَهْدَىٰ الْبِشَاٰرَةَ فَاسْتَفَاٰضَ تَأَثُّرَاٰ
أَنْ كَيْفَ تَحْزَنُ إِنَّنَاٰ فِي أَعْيُنٍ
تَرْعَىٰ وَتَحْرُسُ فِي الْمَبِيتِ وَفِي السُّرَىٰ
للهِ دَرُّ حَمَاٰمَةٍ سَهِرَتْ عَلَىٰ
أَمْنِ الْمُهَاٰجِرِ بِاجْتِهَاٰدٍ أَبْهَرَاٰ
وَرْقَاٰءَ مِنْ جُنْدٍ تَغَيَّبَ سِرُّهُمْ
خَلْفَ الْبَصِيرَةِ وَالْبَصِيرُ تَحَيَّرَاٰ
يَاٰ ذٰلِكَ الْعَرَبِيُّ أَيْقِنْ، إِنَّهَاٰ
وَرقَاٰءُ جَنَّدَهَا الْإِلٰهُ لِتَسْهَرَاٰ
سَهِرَتْ وَبَاٰضَتْ لَاٰ تَسَلْ أَنَّىٰ مَتَىٰ
شَاٰءَ الْإِلٰهُ فَبَاٰتَ أَمْرًا مُحْضَرَاٰ
وَكَذَا اقْتَفَيْنَاٰ فِي الْجُنُودِ عَنَاٰكِبًا
نَسَجَتْ عَلَىٰ الْبَاٰبِ الشِّبَاٰكَ لِتَسْتُرَاٰ
بِالْخَيْطِ، فَالْخَيْطُ الْهَزِيلُ مُجَنَّدٌ
مَهْمَاٰ وَهَىٰ بِاللهِ كَاٰنَ الْأَقْدَرَاٰ
وَلَقَدْ عَرَفْنَاٰ فِي الْجُنُودِ أَقَلَّهُمْ
وَاعْلَمْ يَقِينًا أَنْ جَهِلْنَا الْأَكْثَرَاٰ
مَاٰذَاٰ تُرِيدُ وَهَلْ تَمَاٰرِي فِيهِمَاٰ
سَلْ أُمَّ مَعْبَدَ عَنْهُمَاٰ كَيْ تُخْبِرَاٰ
يَاٰ أُمَّ مَعْبَدَ نَضِّدِي أَسْمَاٰعَنَاٰ
يَاٰ أُمَّ مَعْبَدَ أَخْبِرِيهِ فَيَخْبِرَاٰ
لَاٰ مَاٰ إِخَاٰلُ الْجَهْلَ غَشَّاٰهُ وَلَاٰ
شَكٌّ مُرِيبٌ فِي الْغُيُوبِ تَحَضَّرَاٰ
لٰكِنَّهُ الْقَلَقُ السَّقِيمُ وَمَاٰ دَرَىٰ
أَنَّ الْأَمَاٰنَ بِذِي الْغُيُوبِ لِمَنْ دَرَىٰ
وَالدَّهْرُ سِرٌّ لَمْ يَكُنْ تَأْوِيلُهُ
سَهْلًا عَلَىٰ أَدْهَى الْعُقُولِ تَنَضُّرَاٰ
عِلْمٌ وَغَيْبٌ لَمْ يَجُزْ إِلَّاٰ لِمَنْ
فِي لَيْلَةِ الْجُبِّ الظَّلِيمِ تَنَوَّرَاٰ
لَاٰ لَاٰ تَخَفْ فَاللهُ خَيْرُ مُدَبِّرٍ
وَاللهُ هَيَّأَ لِلْمَسِيرِ وَدَبَّرَاٰ
مِنْ قَلْبِ مَكَّةَ قَصْدَ يَثْرِبَ هِجْرَةً
إّنَّاٰ نُدِبْنَاٰ كَيْ نَخُوضَ الْأَعْسَرَاٰ
وَالْفَتْحُ آٰتٍ وَالْمَدِينَةُ دَرْبُهُ
وَغَدًا يَعُودُ بِنَاٰ إِلَىٰ أمِّ الْقُرَىٰ
لَاٰ لَنْ يُضَيِّعَنَاٰ فَرَبُّكَ قَاٰدِرٌ
أَنْ يَجْعَلَ الْعُسْرَ الْعَسِيرَ مُيَسَّرَاٰ
"وَاللهُ خَيْرٌ حَاٰفِظاً" أَنْ لُذْ بِهِ
وَاللهُ جَلَّ اللهُ شَاٰءَ وَقَدَّرَاٰ
...
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب