اين المفر ؟
_________
لما نظحك ؟
والبكاءُ له بأعماق الحقيقة مُستقَرْ !
لما نظحك ؟
وقد لفّت الاحزان جثمان العروبة
وانطوت حزناً وعاشت على
قتل المرارة بـ الأمرْ !
لما نظحك ؟
أنظحكُ في ديارِ عزاء ؟
كيف لا نحزن
كيف لا يشكي البُكاءْ !
كيف لا نزأرْ !
القدس ما زالت حزينة !
حلبٌ حزينة !
بيروت بلهاءٌ
وبغدادٌ جاءها الطوفان
لَمْ تلقى سفينة !
الحُزن في صنعاء يبيتُ بلا سفرْ ؟
الحزن يجتاحُ المدينة ؟
ليبياء صبغت راياتُها الخضراء
دماً احمرْ !
مصرٌ يؤرقها الولاةُ ··
ولم تزل تطفو على سطح السَحَرْ !
مسلوبةٌ ارضُ الخليج اسيرةٌ
تبكي بصمتٍ
في الرياض وفي قطَرْ !
فكيف لا نثأر ؟
او كيف نأمل ؟
لما نأمْل ؟
ايُعقلْ ؟
ونحن بيأسِنا نُقتلْ ؟
والله لا نقبلْ !
ونحن نُقاد مثل الُرُعاع زُمَرْ !
هذي السخافةُ والخرافةُ
نذهب الى الجزارِ طوعاً
كـ المواشي والبقرْ ..
بلعنا صوت الْسُنِنا ..
وقلنا ذا ( قَدرْ )
البعظُ يبكي في جِنانِ السعد ..
اما نحنُُ نظحكُ في سَقرْ !
اينْ الهروب من الحقيقةِ
اينْ المفرْ ؟
كيف نظحكُ اخوتي ؟
ولحزننا حزن الجماد
ولحالنا رقّ الحجرْ !
فـ لتثأروا ..
و لتهجروا الظحك المُزيّف
طالما انتمْ بشرْ !•
و لتزأروا !
طالما انتمـ بشرْ !
هذي الحقيقةُ ..
لا ترتجوا بحراً على الصحراء
او تأملوا فيها مطرْ !
فـ الويل كل الويل ..
ان تنظرون الظُهر ..
يأتي بـ القمرْ !
لا شيئ غير النار
ينصرهُ القدر ··
لا شيئ غير رصاصنا
يُجلي صباحاً او يُزيح الليل
لا شيئ غير سلاحنا المُشهِرْ !
______________________
✍ زكريا الشامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب