( المُسْتَهْزِأ ، والحليم )
الناسُ بالأخْلآقِ تَسْمُوا رِفْعَةً
وَبِدُوْنِهِ تُقْطَعْ حِبَالاتُ الأثَرْ
والناسُ بَيْنَ مُخَلَّقٍ تُسْعَدْ بهِ
وَمُبَذَّئٍ لايَأتي مِنْهُ سِوَا الضَرَرْ
فَخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَوَدُّ طَبِيْعَةً
إنَّ الطَبَآئِعَ يَئْتَلِفْنَ لدَىٰ البَشَرْ
ولتَأخُذِ الأقْوَالُ أخْذَاً لآئِقَاً
فَلَقَد نَضَمْتُ القَوْلَ يَغْمُرُهُ العِبَرْ
فَلَعَلَّ بَعْدَ قِرَآئَتٍ لهَا تَرْتَقِيْ
خُلُقَاً فَعِيْبُ المَرْءِ خُلْقَاً مُحْتَقَرْ
والناسُ شِيْمَتُهَا العُيُوْبُ وإنَّمَا
بِخِلآقِهَا تُطْوَىٰ العُيُوْبَ وتُسْتَتَرْ
لاخَيْرَ فِيْمَنْ بَآتَ ذِكْرَهُ نَآقِضٌ
لِفِعَآلِهِ أوّآهُ مَا أقْسَىٰ الخَبَرْ
مَن لَم يَطَئ صَرْحَ العُلا بِخِلآقِهِ
تَبْقَىٰ المَسَآوِىءُ مَضْجِعَاً لهُ في الحُفَرْ
........................
لايُسْعِدَنّكَ إن هَزَئْتَ الناسَ أو
َّ يُنْسِيْكَ أنهُ كُلَّ شَيءٍ مُدّخَرْ
تَحْيَا وَسَعْيُكَ في المَسَاوِىءُ سَآئِرٌ
لاتَدْري إلا وأنْتَ فِيْهَا تُحْتَضَرْ
لاتَسْخَرَنَّ بُنَيَّ آدَمَ حَتّىٰ لا
تَشْمَت بِكَ الأيامُ إن سَآءَ القَدَرْ
لاتَمْضِي في سَوْآتِ غَيْرَكَ عَابِثَاً
مِثْلَ الذُبَابِ إذا رَأىٰ جُرْحٌ عَثَرْ
بَل كُن كَوَرْدٍ رَآقَيَاً مُتَرَفَّعَاً
فَالوَرْدُ لايَأتِي بِفِعْلٍ يُعْتَذَرْ
......................
وإذَا بَدَتْلَكَ مِنْ أخَآكَ نَقِيْصَةٌ
لاتَنْصَحَنّهُ هَآزِئَاً بَيْنَ البَشَرْ
لاتَقْذِفَنَّ العُوْدَ في جَمْرِ عَسَىٰ
لا تُحْرِقَنَّكَ حِيْنَ تَغْدُوا كَمَا سَقَرْ
واحْذَر إذا نَفَذَ الحَلِيْمُ لِصَبْرِهِ
فالرَدُّ يَأتِي مِنْهُ حَنّظَلُ بَل أمَرْ
لاتَحْسَبَنَّ الصَمْتَ نَاتِجُ ضَعْفِهِ
أو إن تَبَسَّمَ أنّّهُ بِالفِعْلِ سَرْ
هَوا كَ الكَرِيْمُ إذا الجَحُوْدُ لِصُنْعَةٍ
مِن بَعْدِمَا قُضِيَتْ تَنَحّىٰ مَاشَكَرْ
تَلْقَاهُ رَحْبٌ كَ السَمَاءِ فَسَاحَةً
مَا اغْتَآظَ يَوْمَاً من جَحُوْدٍ أو بَسَرْ
ذَكَ الكَرِيْمُ وَذَا الحَلِيْمُ تَرَىٰ لهُ
أنَفٌ لِآفَآتِ اللِسَآنِ وَيَصْطَّبِرْ
فَإذا الفُؤآدُ غَدَا بِسَوْئِكَ نَآضِحَاً
تَلْقَآهُ يَعْبَثُ في عُيُوبِكَ لايَذَرْ
....إلى آخره
........................
✍"أبــو رَيـــآن" حسين الاصهب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب