*تذكرة*
-----------------
أرواح هذا الشعب باتت قسمة
مابين صاروخ وبين مجنزرة
بات الردى من حوله ومن السما
متوثبا للإنقضاض كقسورة
وجميعهم قتلوه ثم تبرأوا
قالوا الجريمة في الشريعة منكرة
ماعاد يدري صاحبا من قاتلا
فالكل قد جعل المبادئ مسخرة
عجبا فمن ذا قد تحمل ذنبه
أأتى من المريخ أم من (أسمرة)؟
فأخٌ يجندل وهو مبتسم أخا
ويقول فيه خيانة متجذرة
سالت دمانا في الدروب وفوقها
قد ضرج الأوراق حبر المحبرة
والحرب جاثمة علينا تحتفي
في كل يوم بالدماء المهدرة
والحر ضيع في الظلام طريقه
والنذل أوجد للنذالة معذرة
والبلبل الشادي غدا في شرعنا
بوما وأظهرنا الغراب كقبرة
وعن المبادئ قد تنصل أهلها
وكأن خيل النصر باتت مدبرة
وسماؤنا بالظلم كفت غيثها
وسحائب النكبات باتت ممطرة
والقوم من طول الخلاف تشرذموا
والأرض من كل اخضرار مقفرة
ويقال لي ياشاعرا غن لنا
أيجوز ياقومي الغنا في المقبرة؟
لكن سأرثي بالقوافي موطني
وبها لمن بعدي تركت *التذكرة*
إني أرى جيلا سيأتي بعدنا
ولأهل هذا العصر يأبى المغفرة
ولعل بالحرف الذي سطرته
منهم سألقى العفو عند المقدرة
والله أسأل محو ذنبي قبل أن
ألقاه في يوم الوجوه المسفرة
*ابوفارس المخلافي*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب