ابحث عن قلبي
كان الوقت متأخرا والساعة كعادتها تعاندنا ففي حين نكون في عجلة من أمرنا تمرر عقاربها ببطء ،وكنت قد أضعت قلبي منذ زمن ،ولم أكن حينها قد نضجت بما يكفي ليسمحوا لي بالخروج والبحث عنه ،واليوم حملت حقيبة جميلة سوداء من أجل قلبي ،وكيسا قماشيا تحسبا لأي قطع صغيرة قد تناثرت منه ،وحثثت السير منكسة رأسي محاذرة أن أدوسه سهوا ،غارقة بداومة أفكاري كيف لو وجدته محفورا عليه ملكية خاصة منسوبة لشخص ما؟
ماذا لو أني وجدته مكسورا كغصن شجرة تلاعبت به الريح وأوهمته بحب شجرة أخرى؟
ماذا لو وجدته ينبض دما أسود؟
ماذا لو ظهرت حقيقة مره مفادها أن قلبي أسير ولابد من فدية؟
وبينما تمزقني الأفكار إذ بي وجدت ساعة كرستالية ليس كمثلها شيء فجثوت على رُكبتي ورفعتها امسح ماعلق بها من أتربة وأنبهر مع كل انعكاس للمعانها وماهي إلا لحظات وتلك الساعة تحيط بمعصمي لأبدو كأميرة خرافية صنعوا لها ساعة من دموع النجوم وبقيت ألهو بها وقتا طويلا حتى شعرت بكلاب ضالة وشرسة تحوم حولي تخطط لإلتهامي الليلة ،فزعت وانتفظت وحركت يدي بعنف لأضرب بها في الجدار خلفي وتتساقط ساعتي الخرافية قطعة قطعة غير آبهة بالحزن الذي اغتالني لحظتها ،وجن جنوني ورميت الكلاب من حولي بكل ما طالته يدي حتى تفرقوا وبقيت حيث كنت أتحسس صدري وأتأكد أن ما من ثقب أحدثه حطام الساعة فيه ،ثم نهضت أستئنف رحلة البحث عن قلبي التي نسيتها كما يبدو وبدت أحدث نفسي من جديد قائلة:
يالي من غبية أنستني ساعة مزيفة قلبي.
مر وقت طويل ولم أجد قلبي وكلما وجدته دونته بالقائمة التالية:
أحمر شفاه بلون الكرز مستخدم.
عصفور صغير مصاب.
كتاب مهترئ.
رسالة حب مصطنعة موقعة باسم مخالب قطة.
بنطال من الجينز ممزق ومكتوب عليه fashion بخط زهري عريض.
علبة شطة حارة محكمة الإغلاق.
ومصباح كهربائي لازال يعمل جيدا.
وأخيرا لحاف صغير متسخ لكنه لازال جيدا.
ونال مني التعب وألتجأت لشجرة غريبة التكوين وتسلقتها بصعوبة وقررت قضاء ليلتي تلك عليها والعودة صباحا لمنزلي فحقيبتي امتلئت وكذا الكيس القماشي ونمت وأنا أشعر بالحيرة فأين يمكن أن أجد قلبي؟
أميمة راجح
الخميس
31/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب