الخميس، 31 أكتوبر 2019

العاشق الجبلي بقلم الكاتبة أميمة الزبيري

#العاشق الجبلي #




كانت تزهو بفرح وتنشر القبلات في كل الاتجاهات ، عمت الﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، فهاهي ارتدت قبعتها الخضراء وأذنت للجميع ب الخروج بعد مكث في المنازل ظل لفترة ليست بوجيزة ..

قريتي الجبلية تهندمت بكثير من الورد وارتدت في قممها الخضرة البديعة وعلقت على جيدها عناقيد العنب والعندم  ..
لﻡ يتوقف الأطفال عن العدو في الأرجاء بشغف وكأنهم أول مرة يرون قريتهم  !
لا عجب ..
فبعد أن حجر الشتاء ممراتها وأكثر طرقها ، عجز الأطفال عن الخروج للعب في جنباتها والعبث ب أزهارها .
لم أتوقف أنا أيضا عن التجوال فيها بل وبكل أرجائها ، من طاحونة القمح إلى مقهى ابي يوسف و من ضفة النهر إلى الهضبة الشرقية (هضبة الزيتون )  .
فشمس الربيع أطلت علينا من بعد غياب  طويل وزغردت بأن الربيع عاد ..والخير عاد من جديد ..والعام يدور من جديد ، ليذهب عام آخر من العمر من جديد و تأرشف ذكريات في الذاكرة أيضا من جديد ، و تحي ذكريات خزنت منذ القدم وحيوات قد ذهب عهدها ..

طاحونة القمح (طاحونة الحي ) مخزن شغفي وإبداعي !
لطالما صبغت جدرانها بطبشوري لأرسم عليها وجهي وأنا أبتسم ، ولأني لا أجيد الرسم أرى الرسمة جدا سيئة ، لأكسر الطبشور بعدها  ﻭ ﺃﺭﻣﻴﻪ ذالك لإعتقادي بأنه سيئ وغير مفيد  !

(مقهى العم أبي يوسف )،
مقر إجتماعي  وأصدقائي  ، والذي اكتشفناه بمساعدة الصبي يوسف  والذي ﻳﻘﻊ أسفل درج مقهاهم الخشبي .
نجتمع لنتحدث ونخطط گ الكبار خلسا من ابي يوسف لكي لا يوبخنا گعادته لأننا نثير الضوضاء  والشغب كما كان يقول !

ضفة النهر .. التي كنا نعبر منها للذهاب إلى مدرستنا الجميلة والعتيقة أسوارها ، والمفروش أرضها ب الحصائر التي كان يصنعها العم سعيد الحصار ..

رغم التحدث والمدنية التي آلفت عيشها مؤخرا  ، إلا ان بساطة الحياة المغلفة بشظف العيش هي ماجعلت قريتي في كياني وذاتي لا تفارقني ..

ربما أكون قد انتهيت من التجوال في جنبات القرية  ولكن لم أنتهي من التجوال في أصقاع ذاكرتي او ب الأحرى لم أستطع فكاكا الهروب منها !
تعيدني الى الوراء كثيرا ..
الى الخلف..
تعيدني اليها ، الى تلك الراحلة ..

الراحلة ؟!  ولكن الى أين ؟
لا أعلم سؤال لا يعرف الجواب !
أيعقل أنها لم تكن تحبه ؟
لم تعجب بذلك الفتى الريفي الذي كان يحاول أن ينال ولو بصيص من حبها !
الذي يغير من هندامه ، فقط لينال من إعجابها !

ولكنها تركته معلقا على مشجب الذكريات ، متأملا عودتها التي ليس لها بد !
تركته ممتلئ ب شوق كبير ، وكثير من حنين يكاد يفتك به .
أتدرين أيتها الراحلة الى البعيد أني لم أعد ذاك الصبي الذي لم يعرف لغات الحب قط ، والذي حينما قرر أن يعرفها وئد بمعية حبه !

ثلاثون عاما وأجزائه مبعثرة گشظايا البلور المكسور..!

ولكنه غدا الأن فتى لا يخشى البين او الهجران ، ويمارس الكثير من النسيان ، لم يعد يبحث عن حب أو يكترث به فقد إنطفئت جذوة عواطفه بعد رحيلك تماما ..
و أصبح أيضا يتقن إغلاق الصفحات بكل تمرس وبعيدا عن الحزن  .

لطالما تعلم منك الطيران ،وكيف  يصنع جناحان ليحلق لعالمه .
ولكنك بعد ذالك ..
حلقت تماما الى الأقصى البعيد  !
لا بأس ف الطيور تهاجر  كل عام ، لتبحث عن دفئ بعيدا عن برد الشتاء .
ولكن ..
هاقد انتهى الشتاء ب برده وقسوتة وغادر ، وكسا الربيع كل الأصقاع ..كل الأبواب ..كل الأحباب !
وعادت الطيور  الى مواطنها وأنت لم تعودي !!
يبدو  أنك حلقت الى اللارجوع ..
هذا ما عرفته تماما من إنتظاري الذي طال أمده لسنوات ..!

ﺃتدرين ..
أنا أيضا أصبحت أعتاد ذلك .
أهاجر .. ولكن ليس من قلب الى آخر !
ف القلب أخذ عهدا أن لا يتجاوزك أبدا ..
فقط أهاجر من أرض الى أخرى ، وانتي لا زلت في داخلي وبين دفاتري وأقلامي ..
ولازالت الحياة أيضا تستمر ب التغير  و
أظل أنا الفتى الريفي والعاشق الجبلي كما أنا لا أتغير !

#أميمة الزبيري #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *