الأحد، 3 نوفمبر 2019

نكتب لنكون نحنُ على الأقل .أ/ عبدالله الصنوي

كما تفعلُ هذه الحربُ بوطنٍ متهالك يموتُ كل يوم حين أحسُ بالعجز عن فعل أيُّ شئ أمام  كل هذه البلاد الكومة الهائلة من الأيام القبيحة من القرف والجمود والموت البطئ هنا تكونُ الخيبة الكبرى. ليس لديَّ ما أفعلهُ الآن سوى أن ألتهم أحلامي وأرمم رأسي بنصفِ كلماتِ يابسة ثم أنا يمني لكنني بخير حقاً..هذا يعني أنه ليس عليَّ أن أموت وحسب طالما والبلادُ تحترق ولا تتوقف عند أحزاننا فلا جدوى للأحزان إذاً المعنى الحقيقي للحزن كما يقولون(الحياة الطبيعية)
اليوم احاول إستعادة أيامي.ملامحي.أشيائي .الغربة التي اربكتها الفوضى.. الهواجسُ التي فقدت مزاجها فيني والأغنيات التي بقيت تعاتبني أنني كائنٌ شفافاً تخدشني حساسية البلاد الحمقاء وإبتسامةُ إحداهنَّ بالمقابل تنتشلني من جديد من بين الأنقاض والركام والحسرة إلى حد ما. وتذوي بي إلى دائرة اللاقرار أبحثُ عني بين صبايا المدينة بين خِصرٍ وآخر بين مطر وعينان نضاختان وأخرى باذختان العشقِ والسلام.
أنا الآن أكتب بالمقابل أجهلُ كل شئ الجميعُ هنا يعيشونَ بلا أيام وبلا ملامح بلا بلاد ولا غدٍ ولا أحلام حتى كل شئ باهت.آخر الطرق المتعبة للإفضاء هي البكاء لذالكَ سأستمر بالكتابة.أكتبُ وفي فمي حقلُ ألغامٍ من الجُملِ الطائشة أيُّ أمر يقفُ أمامي يابساً لا يشاركني هذا الخرابَ  أقسمُ أنني سأنثرها في وجهه دون تردد .
أقرفصُ ک زاوية أنا في أطرافِ المدينة صنعاء وحماماتٌ بيض هي الأخرى أراها تربتُ على كتفيَّ تغني.وهناك حبيبتي تحجبُ الشِعرَ عني في البعيدِ خلف هذا المساء  إبتسامتها البلهاء وعيناها العسليتان وخصرها الباهت يضعانني أمامَ الأمر الواقع بإمعانٍ وتنصت.أشتهي أن ألتهم المساء ذاته وهذا الورق الأبيض من شدة إنتباهي لتحركاتي السخيفة الساكنة .
لم أكن لأحب الكتابة من قبل هكذا بهذا الشكل الجنوني سوى أنها البلادُ ترضعنا الدمار والحربُ مطولة والجميلات يملئن الشوارع يقتنصنّ قلبي بلباقة عالية ويدعنَّ وخزة الشعر على صدري لأكتب أكثر.
أكتبُ لأضعني صعلوكاً بائساً أقفُ أمام هذا الليل وأمام خيباتي المتراكمة في أن أكتبَ في إحداهنَّ قصيدة واحدة شبهُ غزلية ربما تختصر هذه المسافات وهذه العتمة ووطنٌ فقير
خاتمة السطر حروفاً داهشة النصال المترعُ بي في أن اضع قواميس العشق الخاصة بي وألوذُ بالشعر إلى اللامحدود من الكتابات.
أدركت مؤخراً أنني كنت أبلهُ حينما ظننت أني لن ألتجئ يوماً إلى ورق أبيض وقلم ثم ماذا سيفعلانِ لي أمر مقرف هكذا يبدو.غير أنني لاحظتُ أن في الكتابة حياة أخرى يكفي الحياة إذن منا حتى لو تذوقناها أحلاماً ولم نقتات نعيمها...
أكتب.. لأمي.للقرية.لأبي.لأنثى.للبلاد.للحياة.لرصاصة.لوردة فواحة وأشياءٌ عرفتها خلاقة سآلفها أنا في تسكعي القادم .
أكتبُ أولاً لأنني يمني وهذا أمر يدعونني لأكتب كثيراً بخلافِ هذا الخراب وذاك العناء المثالي الذي عهدته بتهمة أنني وقعتُ في جنوبُ غربِ آسيا في البقعة المهدورة بالدماء كم يحزنني أن أرى الناسَ في بلادي يموتون دونما أجل فقط يموتون لأنه أريد لهم ذالك.الحزن يتطلبُ شجاعة محتملة ليُكتبَ عنه.أنا،هو, هي,أنت .نكتب لنحيا ليس إلا
أكتب فالكتابة حياة وتذكرة إلى النعيم ولربما قد تكون هي من وحي الله القابع في الخارطة وفي الشريان.
لتكن أنت وردا فواحا وعبيرا فاتناً
نكتب لنكون نحن على الأقل.تكتب أنت لأنك إنسان.تحمل قلباً خافقاً لطالما تردمه الحياة بالخيبات لذالك لا تزال تكتب.
يكتب آخر بالمقابل كي يستريح من كل هذا الويل المدعو بالوطن.
أكتبُ بالمقابل لأملئ ثقوب قلبي الأخضر بالقليل من الحب والقليل من العشق لتحكي لي السر هذه الحياة وتشكوني إلى بائعة المشاقر والرياحين في الصباح الذي سوف يأتي.
أكتب كل ما في الامر أنني أعتدت مسبقاً أن أمشي على جسر أحلامي الوردية والآن لست مستعداً لأن أتعب قلبي بالأحلام مرة ثانية
..قلبي يؤلمني أكتب لأجد لنفسي طريقة لائقة للإنتحار في الأخير.
*أنا ضعيف
*لكن؟؟؟؟..
*لقد أسرفتُ في الكتابة حقاً
*أعتذر أيها الرفاق فالإنسانيون حقاً تزعجهم الكتابة.
*أنا خيبة.ونصف
*حسناً كنتُ أتهجئ قلبي ليسَ إلا
*لكنني بخير.حقاً
*آمل أن تكون الكتابة نافذتي ومحطتي الأخيرة.
*إلى اللقاء.

عبدالله محمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *