الخميس، 14 نوفمبر 2019

سؤال بقلم الاديب باسم قبيطر

سؤال

سلامٌ على روحٍ  تعلّقَ بالسّما
يتوقُ إليها منشدًا مترنِّما

عراهُ سؤالٌ تستفيضُ بهِ الرؤى
وأعيا مزاميرَ النشيدِ وأبكما

سؤالٌ لفرطِ الرجعِ في جنباتِهِ
أصمَّ جنانَ الروحِ طرقًا وأبْهما

فهاجَ بعقلِ الروحِ بحرُ ذهولِهِ
وهبَّ يناجي موجَهُ متلعثِما
 
فينمو إلى الشكِّ المريبِ تقيّةً
ويمسي بأيدي الوهمِ دونًا عنِ الدّمى

ويُغريهِ حلّاجٌ فيَحسَبُ علمَهُ
مراقيَ توحيدٍ ومنجى وسلَّما

إلى الفوزِ يوم الفوزِ، كم كانَ واهمًا
وقد تاهَ في ما لم يزلْ فيه موهَما

فما كلُّ ظنٍّ يستقيمُ طريقةً
وما كلُّ رجْمٍ لو حرصتَ مُفَهِّما

سيبقى ولو صحَّتْ رؤاهُ تخرُّصًا
ويبقى ولو فضَّ الرموزَ توَهُّما

فإن يكُ صدقًا ما يقولُ وَلم يكنْ
فأقلِع عنِ الرّجمِ المليمِ فتسلَما

ودعكَ من التحديقِ دونَ تبصّرٍ
بِسَطْعِ الغوى أن يسْتبدَّ بك العمى

وتزعمُ أن أفْضَيْتَ علمًا إلى الهدى
نظيرَ غزاليٍّ إذا شكَّ أفهَما

فيا لحظةَ الوعيِ المغيّبِ من أنا
أرى العمْرَ يمضي في الغياهبِ طِلْسما

وإني أراني في غيوبٍ تكثّفتْ
فهل ليْ انتباهٌ كي أفيقَ وأحلُما

طريقي ظلامٌ والتباسُ مجاهلٍ
وسردابُ أوهامٍ تفيضُ تعتُّما

وظلٌّ على عيني يزيدُ اسودادُهُ
فمن لسؤالٍ أرّقَ الروحَ واكْتمى

وراءَ قناعٍ لا يبالي بشيْبةٍ
غزتني ولم يأبهْ بحاليَ إنما

توارى كمنْ رامَ الخفاءَ غوايةً
وأعجبُ منهُ اخْتار أنْ يتلثَّما

تقنّعَ في لبْسٍ توالى موَسْوِسًا
غشاني ولم يتركْ لعينِيَ معلَما

أُلِحُّ على وهمي التماسَ حقيقةٍ
وأصبو إليها قاصدًا متعلِّما

إلى حيثُ عطرُ الحقِّ فاحَ مُمسَّكًا
وحيثُ يقينُ الدينِ آلَ لهُ انتمى

فيمّمَ روحي شطرَ مكةَ وجهَهُ
إلى جوفِ غارٍ بالوقارِ تَبلْسما

بعبدٍ أحالَ الليلَ نورًا وحكمةً
بأخلاقهِ الأسحارُ تسطعُ أنجما

ورحتُ إلى معنى يفيضُ جلالةً
أتاهُ جبريلُ الأمينُ معلِّما

ينادي على المبعوثِ للناسِ رحمةً
بِجوفِ حراءٍ إذ يقولُ مفخِّما

نبيًّا رسولًا مصطفًى ومُشَفّعًا
بُعثت بأمرٍ من لدنهُ مُكرَّما

لتُقرِئَ باسمِ اللهِ فاقرأْ ولا تخفْ
فأنتَ لدينِ اللهِ جئتَ متمِّما

تأملتُ إِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ مخبتًا
وطفتُ بإيحاءِ النِّداءِ معظِّما

لأسبرَ ما أوحى الإلهُ لعبدِهِ
وأقطفَ منهُ الهديَ دينًا وأنعُما

تباركَ مِنْ هديٍ تنزّلَ جامعًا
تباركَ مِنْ هديٍ أتانا منَجّما

بخمسٍ من الآياتِ يسهلُ حفظُها
فخمسٍ وخمسٍ ملءَ سِفْرٍ تجسّما

تجسّمَ في أخلاقِ أحمدَ داعِيًا
إلى اللهِ في صدقٍ تجلّلَ مُفعَما

بحبٍ لأصحابٍ وآلٍ يبادلوـ
نَهُ الحبَّ صدقًا بالهدايةِ مُضرَما

بما رحمةٍ قد لانَ من ربِّهِ لهُمْ
فلم يبدِ ضيقًا قطُّ لا أو تبرُّما

رؤوفٌ بهم لم يبدِ قطُّ سوى الرضى
تراهُ إزاءَ الضيقِ يُبدي تبسُّما

سلوا عنهُ عدّاسًا فيروي بلوعةٍ
نوى مرسلٍ أوعى الرشادَ وأفحما

رآهُ عصيَّ السّخطِ شيمتُهُ النهى
وتقوى إذا مسّتْ عليلًا تَرمَّما

فمنْ أينَ يا عدّاسُ جئتَ مهاجرًا
أمِنْ نينوى يا ما أحيلاهُ مقدما

سلامٌ على أرضٍ تعانقُ يونُسًا
سلامٌ على ذي النونِ ما زال ملهِما

فأقبلَ عدّاسٌ عليهِ مقبِّلًا
يديْهِ كما رجليْهِ يرجو تعشّما

قبولًا وغُنْمًا من شفيعٍ مشفّعٍ
غياثٍ وغوثٍ بالسماحةِ قد همى

وكنتُ أمنّي النفسَ منهُ شفاعةً
وما زلتُ أرجو فضلَها متوسِّما

إذا نالها كلُّ البرايا تفضّلًا
لأربتْ وأوفتْ فوق ما قد تقسّما

تسامى بحبٍّ لا مثيلَ لمثلِهِ
طبيبٌ يؤاسي طيبةً وتكرُّما

وإني كما عقلي وقلبِيَ أحرَما
كذاك انبرى روحي لأحمدَ مُحرِما

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *