من البحر الطويل حوت البحر
ألا قُمْ بنا ياشِعْرُ نمضي إلى الذي
ينادينا من ذاكَ المكان المعَبَّدِ
نراهُ قريبَ المَدِّ يرتادُ زورقاً
وحينَ يرى جزْراً يُجدِّفُ باليدِ
ألا قُمْ بنا ياشعرُ والموجُ هائجٌ
نغوصُ بأعْماقٍ هُنا للزبرجدِ
ألا إنَّما نرتادُ في البحرِ قارباً
ونحنُ لحوتِ البحرِ بالغوصِ نرتدي
هُنا قِفْ بنا دعنا نُلجِّجُ هاهنا
نداعِبُ موجاً ثمَّ للقعرِ نغتدي
ألا رُبَّ داعٍ لا يعي باتَ يَدَّعي
كثيرَ ادعاءاتٍ قليلَ التَّفَرهُدِ
شحيح استواءٍ ينْقُر النطقَ فاههُ
يَدُبُّ إلينا كالسجينِ المقيَّدِ
إذا يلتمِسنا في هُدُوءٍ يَظُنُّنَا
ضِعافاً وإنْ نَطْفو أتانا ليعتدي
أتانا بِعُكَّازٍ عليهِ استنادهُ
يبارزُنا والسيف بالغمدِ مغمَدِ
ولو لم يكن ما كان يَحملْهُ عصيةً
لعانَقَهُ حَدُّ الحُسام المُهَنَّدِ
ٳذا شاءَ مَلْٲَ الدَّلوَ مِنِّي منحتهُ
منَ الدُّرِ حَتۍ ظنَّ لدُّرِ ينتدي
ٲليسَ يرۍ فينا البحار تكاتفتْ
تلاطِفنا ٲمواجُهُا بالتَّورُّدِ
فٳن ردنا ترصيعاً بِمتْنٍ وقوفنا
تراقصُنا الٲبياتُ حينَ التَّنَقُّدِ
وإن ردنا إتماماً ترى اللفظَ مفعماً
نَتِمُّ بهِ الأبيات دونَ تردُّدِ
فَيُسْمَعُ من تشييدنا النحو يصهلُ
وجَمرٌ لِصَرْفٍ دائماً في توقُّدِ
فَسَلْ عنَّا بنيانَ العروض وأبحراً
لَهَا تدنو منَّا رغبةً بالتَّودُّدِ
وسَلْ عَنَّا إنَّا أصْلُ عُرْبٍ ومجدنا
سرى مِنْ قديمٍ ظَلَّ بالمتَجَدِّدِ
يحيى عبدالله الغزالي.
20/9/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب