الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

المنبـــــــــوذ رواية للأستاذ اسماعيل محمد النجار

تابـــع...
              (المنبـــــــــوذ)
   #روايـــــــــة_واقعيـــــــــة..

      للدكتور: إسماعيل محمد النجار
                                 الحلقة: (12)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

وعند الإنتهاء من الأكل، وجد محمد أركدش أن فتحي لم يأخذ راحته بالأكل ليشبع، فأشر لأحد خدم السفرة، وهمس في أذنه ليأخذ فتحي بعد الغداء، ويدخله غرفة لوحده، ويقدم له الطعام، وقال له: "كل براحتك". واغلقوا الباب عليه.

وقبل أن يأكل فتحي أخذت عينيه تمسح الغرفة للتأكد من عدم وجود كاميرات مراقبة، وبعد اطمئنانه قضى على معظم طعام السفرة، وأتت خادمة السفرة ودقت الباب، لتجد معظم الطعام قد قضى عليه، لتقول: "ما شاء الله". ليضحك فتحي بخجل، وتجهز ولحق بالجميع، ووجدهم يتناولون الفواكه والحلويات على طاولة اخرى. وعندما رأى فتحي الحلويات والفواكه احتار ماذا يأكل لشبعه وامتلاء معدته بالطعام، لينظر إليه محمد أركدش مبتسما، وأمره بتناول الفواكه، ولم يعرف فتحي ماذا يعمل، ليمسك بطنه ويرعشها (يهزها)، ليقتنع محمد أركدش أنه قد أكل وشبع، ولا مجال لأكل شيء آخر، ليضحك محمد أركدش عميقاً وطويلا،ً ويعطيه القليل من الحلويات ليأكل، وينظر محمد أركدش بطرف عينيه، وكلما تذكر الموقف ضحك، وضحك الموجودون معه، بينما فتحي صامت ومغطي على عينيه بيده.

أعطى محمد أركدش توجيهاته بإدخال فتحي لجناحه، وتعليمه كيفية استخدام الحمامات والأغراض والوسائل الترفيهية، وأعطى الخدم بجامتين وبدلتين، وأمرهم تعليمه كيفية لبسها، ومساعدته في ترتيبها، وكيفية تسريح شعره.

وقبل أن يخلد للراحة بعد السفر دخل الحمام للاستحمام، وجهز الخادم له غرفة البخار، ليستحم، وعلمه كيفية الاستخدام، وعند وجود صعوبة يدق الجرس؛ ليكون حاضراً، وفتح له التلفزيون وسماعات الموسيقى، ليختار إحداها أثناء الاستحمام، ليقول فتحي للخادم: "تسكن الحمام شياطين، وسماع الموسيقى أو التلفزيون يجعلهم يلحسوني (يجننوني)". ليضحك الخادم ويقول له: "أنت على مسئولية البيك محمد أركدش". وعندما خلع ملابسه واغتسل وتنشف، دق الجرس وفتح الخادمان، وقاما بترتيب البجامة فوق السرير، ولبسها وأبعدا اللحاف (الغطاء)، وطلبا منه أن يستلقي، وغطيا عليه باللحاف، ولم يكد الاثنان يخرجان حتى دق عليهما الجرس مرة أخرى، يسأل عن محمد أركدش، ليشيرا إليه وهو قادم ومبتسم، لينتفض فتحي من فوق السرير، ويبعد الغطاء، وتقدم إليه فتحي قائلاً: "عذراً يا عم محمد، أريد أن أسلمك الأمانة وأرتاح". فرد عليه: "قد صبرت طوال الفترة الماضية، ما عاد يضر يا بني ليوم غد". ليصر فتحي على تسليمه، فأمر أحد المرافقين استلامها، وأصر فتحي أن يستلمها شخصيا محمد أركدش؛ ليتأكد من محتوياتها، ليقول وهو يضحك: "لا عليك يا فتحي"، ويأمر المرافق ليعاينها، ووجد كل شيء كما هو، وشكر فتحي وطلب منه العودة لسريره ليرتاح، وعند مغادرة أركدش أغلق فتحي الباب متمتماً: "سبحان الله، كنت أتوقع أن أركدش سيفرح، ولكن الأمر عاديا". وأخذ ملابسه ووضعها في كيس، وبحث عن مكان يخفيها حتى لا ينظر إليها أحد، ويضحك عليه، ليضعها داخل أحد الدواليب، واغلق عليها، وعاد إلى السرير، وتغطى باللحاف، ونام حالما بما كان بالأحلام، ليراها بعينيه.

وصحا الساعة الخامسة، وأتي أحد الخدم يدق الباب، ويطلب منه لبس البدلة، ليخرج مع البيك أركدش في جولة على شاطئ أزمير. لبس البدلة، وقام الخادم بتعديلها وترتيبها، كما علمه كيف يلبس الجزمة، ويسرح شعره، ليخرج بجسمه النحيف والطويل، وعيناه الزرقاوتان، وعلمه كيف يمشي، ليصبح في شكله وهيئته أجمل من الأتراك، وبمجرد وصوله لصالة الاستقبال، رآه محمد أركدش وقال: "أنت وسيم يا فتحي". ليستحي وينظر للأرض، وتضحك أسرة محمد أركدش.

                                     يتبـــــع...
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄        
                   من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *