شاعرٌ من اليمن- الحلقة الثانية والستون:
نجم احتفالنا هذا الأسبوع شاعرٌ ينحدرُ مِن جبالِ ريمةَ ويتدلّى مِن سمائها ، متشبّثاً بأجنحةِ الغيمِ والسّحابْ معانقا المآذن والقبابْ.
في صدرهِ غيمةٌ مِن الآلام تنهمرُ قصائدَ وقوافي
وبداخلهِ كومةٌ من الأوجاعِ تستحيلُ شواطئَ ومرافي ، من مواليد محافظة ريمة / بكال 1998م ، طالب سنة ثانية بكلية اللغات
جامعة صنعاء قسم اللغة العربية، صدرت له مجموعة شعرية أولى بعنوان" باحثاً عن وجه أمي " ولديه مجموعة أخرى تحت الطبع
إنه الشاعر الجميل بديع الزمان السلطان
من نصوصه :
فناجِينُ الأحزان
كاليَاءِ أكتُبُني كالميمِ والنُّوْنِ !!
كنكهةِ البُّنِّ تجري في شراييني
كسُمْرَةِ الكادِحينَ السُّمْرِ في وطني
كلَثْغَةِ الطِّفْلِ بينَ التُّوْتِ والتِّيْنِ
كلَهْفَةِ الجائعينَ الوَاقفينَ على
مخابزِ الوَهْمِ بينَ الحِينٍ و الحِيْنِ
وكالبساطةِ في أحجارِ قريتِنا
وفي عُيونِ اليتامى والمساكينِ
كالليلِ يجمعُ أشواقي ويفرِدُها
ويطفِئُ النّجمةَ الأولى ويُغرِيني
كأَنّني اليَمَنُ الدّامي وضِحكَتُهُ
تصطَفُّ في كبدي كُلُّ السَّكاكِينِ
"صنعاءُ "يا أُمَّ أحزاني وربّتَها
إنّي أحبّكِ حُبّاً غيرَ ممنونِ
إنّي أحبكِ حبّاً لا أُدَنِّسُهُ
ولا أساوِمُ فيهِ بالملايينِ
أيلولُ يا عيدَ أبائي الذينَ قَضَوْا
يا عِطرَنا المُنتشي بينَ البساتِينِ
يا ضحكَةَ اليَمَنِ الخَضْراءِ نُبْصِرُها
كالصُّبْحِ يغسلُ أرواحَ المساجِينِ
لي قهوةٌ وكؤوسٌ حين أشربُها
تفوحُ في رئتي مثل الرّياحينِ
ولي فناجينُ أحزاني أقاسِمُها
قصائدي وأغنّي كالمجانينِ
ولي تقاليدُ أجدادي أُقدِّسُها
ولي طقوسي ولي غَيْبي ومكنوني
ولي جراحي التي للآنَ ما اكتملَتْ
وقد تلبّسْتُها مِن بدءِ تكويني
حُزني الدّمشقيُّ لم تذبلْ مشاتلُهُ
ولم يزلْ أخضراً جُرحي الفلسطينيْ
ولم يزل موعدي في الطُّورِ منتظِراً
حتى أرى ما يراهُ كلّ مفتونِ
يا طُورَ سيناءَ هذي النّارُ موقدةٌ
حولي أقولُ لها هذي قرابيني
عَارٍ مِن الحَربِ إلا صوتُ قُنبلةٍ
يؤزّني صوتُها أزَّ الشياطينِ
مُحَرَّمٌ أيُّها البَيْتُ الحرامُ دمي
فكيف يُسفَكُ باسْمِ اللهِ والدِّينِ؟!
مُغَرَّبٌ غُربَةَ الشّامِ / العِراقِ فذي
منافذي أُغلِقَتْ يا صاحبي دُوْنِي
" تأشيرتي " بينَ شُبّاكَيْنِ عالِقةٌ
وعالِقٌ خلفَها نخلي وزيتوني
للآنَ منتظرٌ خلف الحدودِ معي
رسائلي ومعي فيها عناويني
ما بينَ " نِيْلِ "مَواويلي و " دَجْلَتِها"
غرسْتُ شتلةَ " كافُورٍ و ليمونٍ "
كم تؤلمُ الشّاعرَ الإنسانَ في بلدي
هذي المعاركُ بينَ الماءِ والطّينِ
وكم يُجَرِّحُ قلبي حينَ يلمحُني
مُضَرَّجًا وَجْهُ " بغدادٍ وعفرينِ "
غدًا ستُغلِقُ هذي الحَربُ ساحتَها
وأَمْرُ ربَّكِ بينَ الكافِ والنُّونِ !!
#شاعر_من_اليمن
#بديع_الزمان_السلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب