الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

حــديث الأحزان 3 يحيى صالح العفيري)

( حــديث الأحزان 3
.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)
أيها الكون الرحيب خذ فؤادي إليك وأجعله في سماء العشق بدرا يرسل أنواره وآلامه لتلامس أناساً أضاعوا طريق الغرام وتاهوا في سبل الخداع ، فكانوا أعمدة لسماءٍ من دخانٍ أسود يترصع الحقد والغل في سقفها المخادع وتستظل تحتها قلوب الماكرين الذين انطوت صفحاتهم عن عالم الأنسانيه وتحولت حياتهم إلى جحيم المكائد.
أيها الروح المسامحه حلقي في فضاء الكون كطائرٍ يفتش عن مكانٍ ليرحل إليه ، واذهبي بعيداً كي تظفري بروضٍ وجنان يستطيب فيه العيش ، حيث البشرية تنعدم وتصبح مجرد طيف لاح واختفى .
فتشت بين لغات أهل الأرض عن لغةٍ تجعل من الحرب حياة فوجدتها عند اولئك الماكرين الحاملين حقد الدنيا ونار الآخرة ، حينها لم تصبني الدهشة كثيراً وعندما واصلت رحلتي عثرت على بشر يستخدمون لغة الحب ليقتلوا الإبتسامة  ، تعثرت قدمي وغاصت بين رمال الأرض من هول الرزية التي ظفرت بها.
عجباً لحالي كيف أخذتني الإقدار إلى اولئك !
رأيتُ أناسا يتقمصون لغة الحب ليقتلوا الإبتسامة ، ويرتدون ثياب الوفاء ليخفوا الخداع .
يستظلون من الشمس ليلا ويفرون إليها نهارا.
يفطرون بالخيانه عند انفرادهم ، ويصومون بالرياء عند مخالطتهم.
فكيف للأنسان أن يبقى معهم في هذا العالم ما داموا يتخذونهُ سكنا.
بقدر حبي تألمت ، وبمشاعري المتصببة إزاء اولئك تعذبت !
هكذا عشت في ظلهم ، كانت الاشواق تذبحني وتصهرني في جحيم الويلات وأتذوق الموت ألآف المرات .
فكلما غزاني طرف عينٍ لهم أضرم النار بداخلي .
ليتني لم أبحر بسفينتهم كي لا اذوق المر على أيديهم .
ليتني فقأتُ عيني وأنا طفل كي لا أرى تلك الدمى التي تحمل هيئة الانسانيه   فقد أوهمت نفسي بعشقها وسجنت قلبي في أحداقها الزائفه.
كان الليل يأتي فأستبق النجوم لألامس دوراً بسكونها ، وأعشق الكرى إلى قرب صخرة يمسح ضوء القمر على جسمها  وكأنها يتيمه فيصل إليّ بعد ذلك .
كلما كان الكرى يغلب  عينيّ اللتين قلما ذاقا طعم النوم منذُ أيام وليال أرمي جسدي على الشوك والاحجار التي تشبه السيف في حدها فيتبلل دما عند تداخل الحجارة فيه ، لكنني لا أعير اهتمامي لذلك فأنا ثملٌ من تلك النسائم التي كانت تأتي بعد ملامستهم.
هكذا كانت تمر اللحظات والايام والسنون بلا حياة كنت أرنو إلى عقارب الساعة تمشي في أعين الماكرين فلم استطع تناسي تلك المواقف المؤلمة حقا.
كانت كلماتي نحوهم تعبر عن مدى حبي فأستغلوا كل ذلك وقابلوه بالوجه الآخر غير الذي كنت أشاهده .
أتذكر آخر كلماتي حين قلت إذا أردتم أن تجعلوا حياتي رماداً فكونوا رياحاً تعبث به وتنسفه إلى عالمٍ آخر وعيشوا حياتكم الجميلة التي رسمتموها على جثة عاشقٍ ليس أمامه سوى الموت على أيديكم… .

(حديث الاحزان 4
.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)
هناك حيث المكان يحدثني عن أيام السعادة ومنبع الصفا.
حملت جسدي الثقيل وتابعت خطاي ببطء حتى وصلت ذلك المكان .
أخذت نفساً عميقا وملأت عينيّ بما في الوجود ، وانطرحت على الأرض ، فشعرت بالارتياح الشديد إلى درجة أن روحي كانت ترقص داخلي وتترنح طربا.
رنوت صوب السماء فرأيت الشمس تدلف نحو المغيب وترسل أشارة الوداع مع أشعاعها الذي بدأ هو أيضا في الاضمحلال والانسحاب  من الأماكن العميقة ، فكان ينثر قُبلة الوداع على رؤوس الجبال متراجعاً إلى الوراء متقلصا شيئاً فشيئا.
أحترقت عيناي في ذلك اللون الذي غاصت فيه فهو يوحي إلى الرحيل والتعرج في ظلمات النأي والبعاد.
أصدرت تنهيدة وأرسلت من عينيّ بريقا ًإلى بقعة بيضاء كانت تلامس كبد السماء فعرج البريق نحوها سريعا حتى بلوغه إياها ، فمما أرسلته العينان وجادت به توكّفتهُ تلك السحب فهمى على التراب الذي أطعم الاجساد دودته النتنة والمتطفلة ، ولم يكتفِ بذلك حتى أعاد الرفات رمالاً تتناسب مع لونه العديم.
بعد أن هويتُ في أدغال الصمت ، اعترتني قشعريرة البرد لتنبهني بقدوم الليل ورحيل النهار ، عندها نهضت متثاقلا لأغادر المكان فاستوقفني مرور طيف لأيامٍ مضت كانت من غرر العمر ، حينها أرسلت للزمن شارة توقيف ليعود بي نحو الماضي التليد.
مر شريط  لتلك الأيام المفعمة بكل معاني البهجة والسرور ، والحافلة بوجود ذلك الحبيب الذي لم يفارق خيالي لحظة واحده.

كانت أوقات تلك الأيام ممتعة للغايه وأجمل ما فيها ذلك الصوت الجميل الذي كانت تزفه الشفتان فيطرق أذنيّ بلحنٍ يبهر الدماغ حين يترجمه.
إن تلك الأيام كانت تترجم عن شجوها في نغمٍ مؤثر وحنون وتكتسيها لحظات ليست لها مثيل ، فنسيمها هادئ ونداها يترقرق كالفضة الذائبة على أوراق الأشجار .
كان الزمن في ظلها حكيماً إلى درجة أنه كرس كل الأحاديث التي كنا نتبادلها لكي يعيدها لنا كشريط ذكرى لمثل هذا اليوم.
فجأة
بدأ الزمن من جديد في العد وأصدر جرس التنبيه للحضور في الوقت الحالي والعزوف عن الماضي ، فبدأ القمر يرسل أنواره إلى الأرض لكي يزيل دياجير الظلام الذي كنت سابحاً فيه ، حينها أنتزعتُ نفسي من بين براثن ذلك الشقاء وشقيت خطآي لأواكب عصري ووقتي الجديد.
كن واثقا بأن من سيجعلك تغرق في  البكاء  هو ذلك الشخص الذي أحببته أكثر من نفسك ، لذا لا ترتبط بحياة الآخرين وعش الحياة ببساطه فهي لا تساوي مقدار دمعة سقطت من عينيك.
✍🏻/ يحيى صالح العفيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *