الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

حديث الأحزان 5 يحيى صالح العفيري

( حديث الأحزان 5
.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)
أيها الحزن المؤلم إلى متى ستظل تراود الانسان؟
إلى متى ستظل ترافقه ومتى ستتركهُ وشأنه؟
هل خاطبت السرور يوما بقول لأحزننهم ، ولأقعدن لهم على حافة القلوب؟
سأعترف إنك ماهرٌ في ما تصنع ، فقد حولت الكون بمساحتهِ الواسعه إلى دائرة ضيقة لن تتسع لدمعةٍ تذرفها عين الكليم.
شــاطرت القلوب وقطنت بها كقنبلةٍ مؤقته لا بد من أنفجارها لتعبث شظاياها بمسرح السرور وتطمس معالمه ومحاسنه ، وما تلبث أن تسيطر على ما تبقى من أشلاء ذلك الاجرام الشنيع في حق الحياة.
لقد صنعت من ذاتك طقوساً تؤديها العيون سرا وجهرا ، وترسل إليك لهيب الحرقة ، ودمع اللوعة ، وتؤديك فرضاً ثم تتركه ، وتعاقب المتهاون في إقامته.
أصبح الكفر به مستحيلا والخروج من ناره معجزاً .
ها أنت ذا متوشحاً سيف الألم ولم تكتفِ بذلك فقد أخرجته من غمد الشؤم لتمزق به قلوباً بريئة ، رأت بريق سيفك فركضت تلوذ بحماه زاعمةً أن في ظله تسعد الحياه .
أيــــــــها الحزن الغاصب والمستعمر للقلوب .
هل هناك شرفة يأمل السرور أن يلج منها إلى سجنك الموحش ، المطلية جدرانه بسواد الظلم وعبرات المآسي ؟
أم أنك أوصدت كل الابواب والشرفات ونصبت للسرور شركا كان نهايته دفن السرور بجانب الحيطان ، لتهو في سجنك القلوب الرحيمة ، وتسمع بداخله صدى التنهدات المصحوبة بالأنين ، فتعزفها حدادا بعد غياب السرور ، وأقامت مأتم العزاء والإقتيات من مائدة الأهآت والشرب من بئر الدموع.
أعــــــرفك جيدا فأنت لن تغيب ما دامت القلوب تنبض بالحياه فقد خلقت لتعكر صفوها وبُعثت سوطاً من العذاب تتذوق مره كل القلوب ، إلا أن هناك قلوباً  لا تسمح أن تسكنها إلى الأبد.
فسرعان ما يمضي الوقت معك تدفنك في وحل التراب وتبقيك منبوذا كنعلٍ يؤلم القدم لفترة قصيرة ومن ثم تــم رميه في مجمع النفايات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *