تابع...
عُرْجُونٌ من الأمثال المضروبة.. #عن_جمهرة_الأمثال_لأبي_هلال_العسكري.. ︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
(إذا جاء الحَيْنُ حار العين)
الحَيْنُ: الأجل، ويقال له بالفارسية: هوش.
وحار: تحير.
وقال ناظم كتاب كليلة:
ما لقي الناس من الآجال ... كأنها مصيدة الآمال
ولم يقولوا: (ها هنا حارت العين)، لتقدم الفعل الفاعل؛ ولأن الإسم المؤنث الذي لا علم فيه للتأنيث، وليس تأنيثه حقيقيا، ربما ذكر مثل العين والأذن والسماء والأرض، وقد قال الشاعر:
(والعين بالإثمد الحاري مكحول ...)
ولم يقل مكحولة.
ويقال في هذا المعنى: (إذا جاء القدر عشي البصر).
وقال نافع بن الأزرق لابن عباس: (تقول إن الهدهد إذا نقر الأرض عرف مسافة ما بينه وبين الماء، فكيف لا يبصر شعيرة الفخ حتى يصاد). فقال ابن عباس: (إذا جاء القدر عشي البصر).
ومثله قول أكثم بن صيفي: (من مأمنه يؤتى الحذر).
وقال الآخر:
(وكيف توقى ظهر ما انت راكبه ...)
أي: كيف تنجو مما أنت حاصل فيه.
وقال أوس بن حارثة لابنه: (إنما تعز من ترى ويعزك من لا ترى).
وقلت:
وقد يعرض المحذور من حيث يرتجى
ويمكنك المرجو من حيث يتقى
وقيل: (لا ينفع سهولة المطلب مع وعورة القدر، ولا يغنى الحذر إذا حم القدر، وإذا حم القدر دم البصر، وإذا أبرم القدر حسن الظفر، وإذا حان القضاء ضاق القضاء).
وقال الشاعر:
(ذهب الفضاء بحيلة المحتال ...)
ومعنى قوله: (دم البصر) أي: سد كأنه طلي بشيء، من قولك دممت القدر إذا طليتها بالطحال.
يتبع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب