الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

تالى الأيام بقلم عبدالله الصنوي



في تالي الأيام أكتبُ نصاً فقيراً بما يكفي
ذاك النص فيضُ مشاعر بأسلوب أدبي ماتع وبلاغي أيضا
فيهِ من المصطلحات الشعبية والمفردات العشوائية ما فيه،
شاتسبر،شانعيش،.شانحب،شانتوكل،شانحيا، رغم كل شئ يوصل فكرة صعبة،فكرة عيش
الحياة الواهمة ملتقطة السعادة،مختزنة الحزن
نصٌ ک الذي أتحدث عنه لا يجب أن أمول له منذ الآن
النص الذي أشرعُ قريباً بكتابته 
يجب أن يكون مطمعاً ولو بالنذر اليسير من الأمل،
الأمل سلاح المحاربين رغم عدم وجود الرغبة في القتال من جديد لدى الجيل القادم
نصٌ يتكلم من تلقاء نفسه ويجري من أول نقطة.
نص كحلي جعبتهُ ممتلئة بآلام ومآسي حيث يحكي عن أنفس ضاقت وضاقت ونالت من الحرب ما لا تستحق
مشردون فقدوا ديارهم ونزحوا بحثاً عن نصف  أمان وخيام ،
فقراء تأكل منهم الأرصفة منسأة أعمارهم
مُعسرين يطاردهم البرد في العراء ويلتقط لهم صورة قبيحة من إحدى الكاميرات الفخمة،
مرضى بآمالهم الذابلة وإستغلال المستشفيات الحكومية لهم ولحاجتهم المفرطة للشفاء،
مهمشين في بيوت صغيرة تستأنف بهم الحرب بين معونة منظمات الإغاثة وأكياسهم البلاستيكية،
أطفال لم يلاقوا غدهم الأجمل المغشوش في المدارس حين يتعلمون الموت تحت قبضة زناد البنادق ورثاء الزوامل والأناشيد،
جنود يدفعون أنفسهم ضرائب لمَ يفكر به الكبار،
شهداء لم يموتوا كما زعموا أكثر من مرة،
منازل إستشهدت قبل ساكنيها وأسياخ حديد  وبلكونة عالية صارت تحت الركام.

ببساطة نص تتقرقع أقدام الضعفاء فيه بكثرة، فوضى عارمة تخنق جميع زواياه،
كميات هائلة من بورات وخيبات تشيعُ بين سطر وآخر وتدفنُ بين كلمة وكلمة،
نص مبني على قصة حب واقعية جمعت شاب بصبية في احدى الخرابات،
نص مستوحى من عُمقِ البلد المنكوب بالقبح والردائة والضجر،
نصٌ يُترجمُ إلى كل اللغات من اللهجة البلدية إلى اللغة العربية الفصحى ومن العربية إلى الإنجلش Good ثم إلى الفرنسية وهكذا.

نص أصيعُ فيه مع الأصدقاء ما تبقى من العمر في كافيهات النت في مقاهي لندن وسهرات الفنادق في الأناظول في بلاد الجرمن،في العراق في دمشق،
نزور باب اليمن العتيق من خلال جولة قصيرة نلتقط الصور التذكارية
 نصٌ نقطع به جوازات سفر مجانية إلى شتى دول العالم في الكون الفسيح.

نصٌ لا ادري كيف سيكون طبيعته وهو يُقرأُ صداه في مختلف مواقع التواصل الإجتماعي والصحف والمجلات والعناوين ونشرات الأخبار 
كيف سيكون دهشتهُ عندما تقرأه فتاة جميلة بتمهل في المكتبة القريبة،
كيف سيكون قبل كل هذا عندما يقرأه بعض الإنسانيون الخالصون فقط.

ما يلفتُ الإنتباه ، أن النص بكل ما يحمله جعبة ألم ومواجع وفيضُ سكينة،
نص قاصر بإيفاء حقه الفعلي في الإبداع المخطوط بين طياته.

نصٌ إنساني لكنه فقير بما يكفي
نص يشبهني أنا عبدالله وهذا أملي الأخير أستعيد به دموعي من كنف الحرب وأغرف منه أحلامي اليابسة وأرش بقطراته مساحات الحب الأبدي،
نصٌ بسيط ينتمي إلى ملهماتي اولاً وأخيراً
نصٌ تتجول فيه حبيبتي ثلاث ساعات من كل يوم 
نصٌ عظيم يكفي أن تبتسم فيهِ أمي ! 

عبدالله محمد الصنوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *