أول عيد بعد وفاة أمي
"أماه"
أماه يامنحةً من وحي رحمنِ
ياجنة العمر في شكي وإيماني
ياوردة العمر في بستانه فتحت
قدفاح مسككِ في أرجاء بستاني
ياواحةً في ربوع الروح قد نشرت
ظلالها الوارفة في طول أزماني
أماه يابلسماً في للعمر مابرحت
تزيل عن كاهلي بؤسي وأحزاني
في كل ساعات عمري أنت حاضرة
تجري بأوردتي كالأحمر القاني
لما أتتك المنايا أقفرت مدني
وأظلمت دنيتي في يوم حرماني
وورد عمري في بستانها ذبلت
وجف في واحتي دوحي وأغصاني
واستبدلت بسمتي حزنا يحطمني
واستوطن الغم في قلبي فأظناني
كم مرة أنت تسري في مخيلتي
وطيف ذكراك كم في الليل أبكاني
فكيف أنساك يافرحي ومؤنستي
وماسواك بنصف الليل أشجاني
وكيف أنسى لباناً من فمي رُضعت
شبعت من ثديها حباً وأرواني
وكيف أنسى العنا والكل قد هجعوا
وأنت طبي إذا ما السقم أعياني
وكيف أنسى ليالٍ بتِّ في قلقٍ
إذا تأخرت ألهو بين أقراني
وكيف أنسى أكفاً بالدعا رُفعت
إن مسني السوء بالمكروه أسقاني
فلتهنئي في جنان الخلد ياسكني
بين النعيم بروحٍ ثم ريحانِ
أهديك في العيد أمزان الدعاء كِسَفاً
مادام حبكِ يجري وسط شرياني
أحمد مسعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب