ماذا أقول
ماذا أقول لعالمي وجبالي ؟
إن لم تعيدوا بالسيوف جِمالي
لن تستردّوا بالنعيق جمالنا
أو إن تنالوا المجد بالأموالِ
ماذا أردّ إذا هجانا قاصدا
بالجبن تاريخ ٌ وبالإذلالِ ؟
أنا كيف أحيا أو أعيش مذلة ؟
أنا كيف أرنو في عيون جبالي ؟
آه لما قد صار فينا والذي
مازال مختبئ عنا وراك ليالي
آه وليت الآه تطفِىءُ لوعتي
أو أن تميط شهيقها أثقالي
آه أيا سبأ وبلقيس التي
عاشتْ بعزٍّ دائما ودلالِ
بالامس كان المجد يحنو راكعا
وأمام هاماتٍ من الأبطالِ
واليوم ماذا اليوم عنا قائل ؟
أخشى نكون مسبة الأجيالِ
ماذا جرى لسيوفنا ولمجدنا ؟
بالذل صرنا مضرب الأمثالِ
فلقد تحنَّتْ بالدماءِ شعوبنا
ودموعها صارتْ كما شلَّالِ
أرضي مقارنة مع أخواتها
كالجر أو كالصرف والإعلالِ
قد فرطوا فيها الذين فرطوا
في دينهم وبلادهم والوالي
بدراهمٍ معدودة باعوا البلاد
وأُلْصِقَتْ أرواحهم بنعالِ
باعوا البلاد من العدوء بجنّةٍ
مشلولةٍ الأمجادِ والإجلالِ
مسلوبة أحلامها وشموخها
مملوءةٍ الأشواكِ والإطلالِ
لن يدخلوها شامخين رؤوسهم
وأكفهم تخلو مِنَ الأغلالِ
وسيلعن التاريخ في صفحاته
الخائنين البائعين لتلالي
لن يعفوَ التاريخ عن أفعالهم
إلا إذا ما الضاد دون الذالِ
للعالمين سيصبحون مسبة
في معجمِ البلدان والأنسالِ
مثل الكلاب والكلاب وفيةٌ
لرفيقها في الدار دون جدالِ
مثل الحمير والحمير جميلة
وعلى ظهورهن حُمِّلَتْ أثقالي
ما كان من حواء وآدم نسلهم
معدومة أنسابهم كالتالي
قاتلهمُ اللهُ بذي الدنيا فَهُمْ
من أقبحِ الأصنافِ والأشكالِ
* *
لكنني رغم التوجُّعِ لم أزلْ
أرنو لصبحٍ مشرقٍ وظلالِ
وأنا الذي مازالَ رأسي عالقا
بين السحابِ معانقِ الآمالي
يمني وجدي تبع وحفيده
لا أنحني لزلازل الزلزالِ
يوم الوغى فيه ملاذ سعادتي
وبه تقوم قيامتي وفعالِ
محمد صالح اليحياوي
٩/١/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب