لا أكتب القصائد الباذخة ولا النصوص ولا الرسائل الغزلية ولا ما شابه ذلك،
لا أجيد كتابة الشعر كما ينبغي ولا تنميق الكلمات ولا ترتيب الكلام كما يجب،
لم ألتحق بكلية الآداب بعد ولم أتعلم من دورات النحو والبلاغة شيئاً،
قروي لغتي الأم جئت بها من الأرياف البعيدة، ولا أرغب في تبديلها بأي لغة أخرى
لا أحفظ الكثير من المفاهيم وأجهل المفردات المستهلكة وأكره تكرار الحديث أكثر من مرة،
أعلم جيداً أنك تحبين الرسائل العفوية كثيراً ، الرسائل الغزلية التي لا تخلو من المدح والوصف والشعر والتفاصيل الجميلة ک أي أنثى للإثبات التام وتصديقاً وإستمراراً للحب المتبادل
أعلم أيضاً أنك تستمتعين بقراءتها تضعين رجلك اليمنى على الأخرى ،تشربين القهوة، وتأكلين البطاطس المقرمشة،وتتضحكين وتعيدين ملامح وجهك الجميل إلى شكلها الطبيعي
تذهبين إلى مرآتك بعد كل رسالة لتتفحصي صورتك الخجولة أمام هذا الكم الهائل من الإعترافات
أعلم أن ما تحدثت به أعلاه سيغضبك ولن تتقبلينه برحب صدر،
لكني أعتذر وبشدة،وليس من الضروري أن أصبح شاعراً لأحبك
ولكنها حقيقتي الغير قابلة للتعديل،_قروي يا حبيبتي
لستُ"كافكا" لأكتب لكِ كل يوم رسالة غرامية
كما كان يفعل مع حبيبته "ميلينا"(كم جهدي أنا)
لستُ "غسان كنفاني"أيضاً لأُرسلُها لكِ بعد وقت قصير من كتابتها (رسالة ورقية طازجة)أرسلها عبر أخوك الصغير ثم أغريه بالشكولاته والحلويات لأضمن وصولها إليك وقت ما أشاء،
كما كان ينقُل غسان رسائله إلى عشيقته"غادة السمان'"
فأنا أعلم أنك بعيدة كل البعد الآن ولا سبيل
لوصولها إليك إلا عبر الواتساب،
لستُ "عنترة بن شداد" لأهجو لكِ بضعُ قصائد عاجلة في نصفِ ساعة سريعة ،لحظة ان تتبسمي لي من وراء الكاميرا، أو حين تمرين في مخيلتي،
_لستِ أنتِ "عبلة" لربما لتتجاهلي أمري أو لتلمحين لي ولا تحتاجي لشهود عيان، لتبعثي لي على الأقل رسالة نصية "أرجو الإتصال بي"،في ساعة ظرفك الخاص الذي منعك من اللقاء او الحديث معي أو وقت إحتياجك للقصائد،رسالة تنبهني مما أنا فيه، ولا أملُّ من قراءتها على الإطلاق،كونها منك فقط،
لستُ محمود درويش،تبعثين علىsms الخاص
" أرجو الإتصال بي"، وأقرؤها كما هي "أرجو الإتصال بي"،
لست روبرت لأفكر في إزعاجك بالرنات المتكررة في كل ربع ساعة حتى وإن كان رصيد هاتفي ممتلئ وفائض،
لستُ "قيس بن الملوح" (مجنون ليلى) لأصرخ في ملأ غيابك في حال كان رقم هاتفك خارج نطاق الخدمة أو مشغولاً طوال الوقت،
فؤادي بين أضلاعي غريبُ
ينادي من يحبُ فلا يجيبُ
أو لأعفو عن أعذارُكِ واتجاهُلك بكل بساطة، وأنت مقفلة الباب في وجهي،في حالة لم تكوني بها متصلة الآن
ألا قاتل الله ليلى كيف تُعجِبني
وأخبرُ الناس أني لا أُباليها
لستُ المذهل قيس عبدالمغني لأناديك من عُمق صقيع هذه الحرب الأبدية بكل جرءة وحنكة تعالي (تعالي إلى صدري ولو هيئة رصاصة)
يا لطيف ..كم أنا خائف ومهزوم و لست من أولئك قط؟؟
أنا يا حبيبتي قروي،يحبك فقط ويستمتع بالحديث معك ويتمنى لو يلتقي بك الساعة ،
عندما أكتب إليك
أكتب بأنامل قلبي المرتبشة بك،الممزوجة بمداد حبك
لا أمارس طقوساً خاصة ولا أشرب الكحول ولا أستمع إلى الأغاني الحزينة،
لا أدخن السيجارة ،ولا أقرأ روايات العمالقة الكبار،
بل أرتبش تماماً ،نعم أرتبش وأسهو كلما مددت
للكتابة عنك
يصيبني الخوف وأمتلئ بالأخطاء الإملائية والنحوية،
باللهجة المحلية
(لما أكتب عنك ما أدريش مو أقول)
تعرفين
لا أحب أن أسرق مقطوعات أدبية ولا نصوص غيري ثم أهديها لك
ولا أحب أن أعطيك وردة فواحة من بستان جارنا دون علمه،
يا إلهي كم أنا باردٌ ويداي ترتجفا
ورجلاي متجمدتا ،
منذ خمس ساعات أحاول فرك هذا الرأس اللعين بأحداث قصة مجهولة ألتقي بك من خلالها أو الإصطدام بقطارات العشاق لتقلني إليك،أو الإمساك بجرم صغير على إثره أهرب من هذه المدينة إلى مكان إقامتك،
كم أنا قروي لا عمل لي في هذه البلاد العاطلة
أبهرر على شاشة الهاتف ملياً دون جدوى وأتكئ على خانة الدردشات وأظل أنتظرك خلف باقة الإنترنت،
أشارك أغنية المقيل والسمر في الواتساب ک حالة شوقي إليك وتلميح كي تفهمينها دون شرح،
أنتظرك بلهفة وشوق جارف حتى تطلين بكل أناقتك من نافذة الواتساب
تبعثين ملصقات القلوب الحمراء وباقة المشاقر
رداً عليها
وأقول لك كل الصدق والحب
"أنا افدي جشائبك ملي"
والسلاااااااام
#الجشائب
هي العظام الموجود في صدر الإنسان
عبدالله الصنوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب