روح من رماد
وفي مساءات الشوق تعانقني تلك الذكريات حتى تكاد تحطم أضلعي، تقتات دفء روحي، وتتركها عارية دون معطف.
أرتجف برداً أمام مدفأتي الخالية، إلا من رماد صورك وأوراق رسائلك.
أحتضن كوب قهوتك، لم أغسله منذ تركته على طاولة مطبخي، أشتم منه عطرك المفضل، وأقبل موضع مبسمك وكأني أخاطب شفاهك.
وفي هذه الليلة كان موعد عروجك علي، انتظرتك تطرق بابي، برغم إدراكي إنك لن تأتي، ولم يطرقه سوى تلك النسمات الغاضبة، التي أصابتني بنوبة صقيع.
طفقت أبحث عن شيء أشعل به مدفأتي، لم أجد فقد استنفدت كل أثاث منزلي، ولم يتبقى سوى تلك الأريكة.
تلك التي نتشاركها سوياً أمام المدفأة، لم أقوى على إحراقها، تذكرت صورك ورسائلك، تذكرت حين همست في أذناي ذات شتاء، حين شكوتُ البرد، سأدفئكِ بأنفاسي وسأحرق روحي حطباً لكي أدفئ أوصالكِ سمرائي، ثم شددتني إليك وغادرني ذاك الصقيع حينها.
لقد عاد الصقيع حبيبي، نعم عاد بكل قوة ولست هنا على أريكتنا لتضمني، تذكرت رسائلك وصورك هي روحك التي ستدفئني، نعم هي لابد أنها ستفعل.
أضرمت النار في مدفأتي، وكانت روحك وقودها، لكن ما لبثت روحك أن استحالت رماداً، ولازالت سمرائك ترتجف برداً، ولازالت مدفأتي باردة.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب