الخميس، 6 فبراير 2020

مستغرقا في الوجد بقلم الشاعر باسم احمد قبيطر

مُستغرقًا في الوجد

من يومِ ما بانتْ سعادُ يهزُّني
خوفُ الفراقِ ويستبدُّ بيَ الحُدا

والظّعنُ يحملُني ويرحلُ بِي على
آثارِها والقلبُ يحدو مُكمدا

مستغرقًا في الوجدِ ينبِضُ في جوًى
يطوي المفاوزَ هائمًا مُتوجِّدا

جابَ الفيافي شوّقتْهُ رمالُها
من ها هنا من خلفِ هاتيكَ العُدى

مرَّ الحبيبُ مهاجرًا وخليلُهُ
والدربُ كرمى للحبيبِ تجنّدا

عينًا لتحرسَهُ وتفقأَ أعينًا
من بغضِها شحذتْ نفوسًا كالمِدى

ذرّتْ عليها حثوةً من رملِها
ملأتْ بصائرَها رمادًا أرمدا

وتصونَهُ في هجرةٍ ميمونةٍ
رسَمَتْ لنا في خطوِ أحمدَ معقِدا

للحقِّ مذ نقشتْ لنا سبلَ الهدى
قَدَما محمدِّنا وشادتْ معهدا

يدعو إلى الحبِّ العظيمِ بدينِهِ
بسماحةٍ تسبي الحقودَ الأحقدا

يدعو إلى الدينِ العظيمِ مذلِّلًا
وميسّرًا للعالمينَ الأعقَدا

هذا سراقةُ باتَ يرجوهُ السَلاٰ-
مةَ مستغيثًا بعدما عزَّ الفِدا

غاصتْ بهِ الفرسُ الجموحُ وأُغْرِقَتْ
للرّكبتينِْ وما سواكَ لِيُنجِدا

ساختْ يداها في الرمالِ وأوشكتْ  
لولا أمانُك أن يبوءَ بها الرّدى

ما كلُّ هذا الحبِّ يا خيرَ الورى
سبحانَ ربِّكَ لم تزلْ مُتودِّدا

أبشِرْ سراقةُ واستعدَّ لمغنمٍ
بسوارِ كسرى وارتقبْ ذا الموعدا

ماذا أبينُ وجاهُ أحمدَ بيّنٌ
ولقد أبَنْتُ من المشاهدِ مشهدا

ربّاهُ صلِّ علَى الحبيبِ وآلهِ
ومَنِ اجتَبيْتَ ومنْ بِدعواهُ اقتدى

وارزقْ شفاعتَهُ لعبدٍ مذنبٍ
من فرطِ ما يصلَى الذّنوبَ تقدّدا

يبدو كمنْ سُلِبَ الخطابَ مُثأثِئًا
في قولِهِ كمثيلِ أشيبَ أدرَدا     

وأتاكَ من تيهِ المذلّةِ تائبًا
حاشاكَ تخذلُهُ وتُرجعُهُ سُدى

هل لي برملٍ داسَهُ بنعالِهِ
كيْما أخيطَ ليومِ لحدي مِسنَدا

ويكونَ متكَّأً لميْتٍ يرتجي
أثرَ الحبيبِ إلى الجنائنِ مصعدا

وإخالُني في اللحدِ فرط تشوّقي
سأعانقُ الأثرَ الشريفَ مُزغردا

إني تعشّقَني الرقادُ فهل إلى
ذاك الترابِ لكيْ أطيبَ وأرقُدا

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *