ومضى يسعى بقلم الاستاذ بسام قبيطر

ومضى يسعى ..

جادني الحبُّ أما الحبُّ همى
ومضى يسعى بقلبي بَرِما

يشتكي البعدَ شقيًّا كلِفًا
ولقد أصماهُ شوقًا إذ رمى

سهمَهُ في الوصلِ يا ويحي أنا
هل سيبقى الوصلُ دومًا حُلُما

إنني آنستُ من ريحِ الصَّبا
نفْحَ وجدٍ في روابيكِ نما

ما لقلبي كلما هبَّ الهوى
هاجَ شوقًا للغوالي وارتمى

وسطَ روضٍ تاهَ حسنًا وسَنا
ومشى في الروض يشدو مُغرما

هل أصبتُ الحبَّ حبًّا آسِيًا 
أم أصبتُ البعدَ منه مَغرما

إِي وربي جئتُ يحدوني جوًى
لم يفاصِلْ إذ أتى مُسْتهِما

باكتتابٍ في وصالٍ سرمَدٍ
لم يدع سهمًا وحاز الأسهُما

فارحَمي قلبي وآسي باللّقا
شوقَ خِلٍّ لهواكِ احتكَما

وارتضى فيكِ لظى جمرِ الغضا
فاحضنيهِ واسْعِفيهِ باللمى

هزَّهُ طيفٌ تبدّى في المدى
واشتهىٰ منه التجلّي كرَما

وانبرى يَجلو التلاقي في أسى
عندما الطيفُ تخفّى وانكمى

ويخيطُ الوصلَ في أهدابِهِ
ويراعي الوصلَ أن ينصرِما

يا أمانَ الروحِ يا مسكَ دمي
يا مِزاجًا بات عِطرًا ودِما

يا رحيقًا من أريجٍ باذخٍ
يسكبُ التسنيمَِ في مُزنِ السَّما

أنتِ خمرٌ في قَوافٍ أُغرِمتْ
قُطِّرَتْ حبًّا وصيغتْ أنجُما

سهِرتْ شوقًا تناجي سهدَها
حينَما ليلُ التنائيْ احتدمَا

أدرِكيني جئتُ أروي غُلَّتي
فكؤوسُ الوصلِ لا تهوى الظّما 
  
أعينُ الغُزلانِ مِحرابٌ لمنْ
زهِدَ الدنيا وصلّى عَشَما

بلقاءٍ في دياجٍ أبصرتْ
طردتْ نومًا عليها هوّما

فعسى يلثمِ ثغرًا شاقَهُ
كانَ للأنسِ البهِيِّ المبسِما

راودَ الثغرَ دُجًى عن قُبلَةٍ
فرط شوقٍ بعد هجرٍ آلَما

فتثنّى الخلُّ في ثوبِ الحَيا
وتجلّى ما أحيْلى الميسَما

أشرقتْ في الليلِ آياتُ المنى
واستطابَ الحبُّ روحي مجثَما

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا🌴