الثلاثاء، 19 مايو 2020

تفسي اولآ ثم للجميع بقلم امين الملحاني

لنفسي أولًا ثم للجميع
------------------
بعد تفكير عميق في العلاقات التي تجمع الإنسان مع بني جنسه أو مع ذات أخرى لا إنسيَّة، نصل إلى قناعة تامة أن علاقاتنا جميعها لا تتعدى ذواتنا..

ذلك لأننا نقيم علاقاتنا مع تلك الصور التي كوّناها عنهم في مخيلاتنا، والتي هي في الأساس مخلوقات تخيّلية تسكن ذواتنا، وتتعايش معنا، ولا علاقة لها بالآخرين...

وأي خلل قد يظهر في تلك الصور التي رسمناها عنهم، لا يبرر لنا القدح في ذواتهم...

أيلام الشيء على عدم تطابقه مع الصورة التي لم نوفق في رسمها عنه؟!

ولعل متتالية الخيبات التي قد نعيشها في حياتنا حين تتكشف لنا الأشياء مغايرة للصور التي رسمناها عنها - سواء أكانت حقيقتها أفضل أم أسوأ من تلك المخلوقات التخيلية المقابلة لها - ما كانت لتحدث لو أحسنا فهم ما أشرت به أعلاه..

بل من المرهق لنا أن نصل إلى قناعة مفادها أن تلك الحقائق المتكشفة  قد لا تمت لذوات الأشياء الحقيقية بصلة، إذ من المحتمل أن تكون مجرد تعديلات مستمرة للصورة النمطية التي كوناها مسبقًا.

على المستوى الشخصي لم أعد أؤمن بالصورة التي نكوّنها مهما كانت الأشياء قريبة.

لأن من الصعوبة بمكان أن نكوّن صورًا حقيقية في ظل عدم وجود ظروف مثالية وأقصد بالظروف المثالية هنا الظروف التي من شأنها أن تجعل الصور مطابقة للأشياء المأخوذة عنها...

الكثير من العوامل تتدخل في رسم الصور،  بعضها داخلي نكتسبه من خلال تجاربنا الحياتية ويؤثر بطريقة أو بأخرى في مصداقية رسمنا، ذلك لأننا في تكويننا الإنساني نميل إلى إنشاء قواعد منطقية من نوع (إذا كان فإن) والتي قد لا تكون صحيحة في أغلب الأوقات..

أمين الملحاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *