موكا
اقترب العيد وازدادت الطلبات، وبينما هما في السوق إذ استوقفته العاملة وكتبت له اسمًا في الورقة، فالتقطها وأخفاها حتى لا تراها زوجته!! دون أن يعلم بأنها لمحته.
وصلا للمنزل والشك يطرقها، ابتسمت ابتسامة خفيفة ثم سألته عمّا حدث؟!
فأجاب ببرود: لاشيء!.
تمتمت لنفسها لعله سيتزوج! دارت بها الأفكار حتى تشاجرا، رفضت القيام بتحضير العشاء.
ذهبت للفراش وتركته بعد جلسة تحقيق كاد يتدخل فيها المحقق كونان لاقناعها بأن الضرة بريئة، فغادر متجهًا إلى المطبخ؛ فقد كفّرت عشرته وعشيرته!
أمسك بكوبه المفضل وغادر إلى المطبخ، لم ترتح نفسها تبعته لتراقبه من فتحة الباب، فلما لمحها شغّل هاتفه بأغنية رومانسية، وبدأ يرتشف قهوته وإذ به يقول:
لو تعلمين كم أحبكِ؟!
كانت ستغادر؛ لكنها تراجعت بعد أن سمعت هاتفه يرن، ففتحت مكبرات أذنيها وإذ به يقول: مرحبًا حبيبتي موكا! وأخيرًا وجدتك!!
شعرت بطعنة خنجر في قلبها، أرادت أن تهاجمه، وإذ به يكمل كلامه قائلا: لا أستطيع العيش بدونك! أنتِ الحب وليس لي بديل عنكِ!
جثت على ركبتيها والشرر يتطاير من بين عينيها همست لنفسها:
يا إلهي! هل كنت أعيش في كذبة؟!!
زاد توترها فأرادت أن تقطع عليه المكالمة الأليمة، فاتصلت به؛ لتقوم برش سموم لسانها عليه.
رن هاتفه بشكل طبيعي، وسقط فنجان القهوة من يده، فصرخ: لاااااا، لا تنسكبي!
فدخلت وهو يصرخ: ماذا صنعتِ؟! لقد كنت منسجمًا مع فنجان قهوتي!!
فسألته: وأين الحبيبة موكا؟!
فضحك قائلاً: كنت أقصد القهوة، فأنتِ تعلمين أني أحب هذا النوع بالذات، ولا خيار لي غيرك!!
#مروة_صالح.
26- رمضان_1441ه
19-مايو_2020م
#برنامج_أدب_الموائد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب