هل جربت تصاحبه
بقلم / أحلام القبيلي
هل جربت أن تصاحب ربك؟
الصاحب الذي لا يحول ولا يزول..
لا تغيره الظروف، ولا تُبعده المسافات..
لا يفارقك ولا يخذلك..
لا يتخلى عنك ولا يهملك..
أقرب إليك من حبل الوريد..
يعلم سرك وجهرك، وما تريد وما لا تريد..
إذا تقربت منه شبراً تقرب منك ذراعاً..
وإذا أتيته تمشي أتاك هرولة..
هل جربت التودد إليه، وتقول له:
"أحبك"
وليتك تحلو والحياة مريرةٌ
وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
وبيني وبين العالمينَ خرابُ
هل جربت تترك الدنيا خلفك وتذهب إليه؟
هل جربت تثق فيه وتركن عليه ليكون عونك وسندك؟
هل جربت تبكي وتشكو إليه، وتقول له:
محتاج لك، ليس لي سواك، خليك جنبي؟
وقلتُ يا عُدتي في كل نائبة
ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
مالي على حملها صبرٌ ولا جلَدُ
هل جعلته يوماً أنيسك ومؤنسك؟ وصاحبك في وحشتك؟
هل جربت الخلوة به؟ هل ذقت حلاوة مناجاته؟
هل شعرت بحنانه وهو يجبر بخاطرك ؟ ويطبطب عليك؟
وقلت له:
مالي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن رددت فأي باب أقرعُ
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه
إن كان فضلك عن فقير يُمنعُ
حاشا لجودك أن تقنِّط عاصياً
الفضل أجزل والمواهب أوسعُ
هل جربت أن تعيش معه في كل حالاتك؟
مع الله في القلب لما انكسر
مع الله في الدمع لما انهمر
مع الله في الكرب لما انجلى
مع الله في الهم لما اندثر
إلهي
ارزقنا
محبتك
ومعيتك
وصحبتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب