(خطو على قارعة الغياب )
✍️/ جبر مشرقي •
________________________
تتجذر المسافات
على خطواتي ثم تبتعد
وكل ما حركت طرفي
تجتاحه غيمات من السراب
القابع في فوهة اللاشيء
لتظل عطشى أزهار الحنين بداخلي
ثمة غطاء للبعد موحش
يحجب عني ثغر الطبيعة
لتصير غير ثابتة الابتسامة
كمرآة في كف مشلول
أعرضها لأشعة الشمس
تدهلزني المقادير
في جب المنفى
تحجب عني رؤية الحلم
تشدني كقوس على وتر
وترمي بي إلى حيث النهايات
كفراشة وديعة أقبلت لتزور الورد
فغيرت الرياح وجهتها
فتاهت هنالك حيث يختفي وجه الجاذبية
أمشي بخطو مثقل
ومسافات حبلى بالبعد
وقلب تقمصته الهموم والآلآم
فصار خاليا من الحب
لأن التي أحببتها
طوتها عني يد النأي
إلى ذلك البعد المحاط بمخالب المسافة
لم أراها
لم أسمعها
لا أعرف حاليا عنها شيء
لم أشتم عطرها
لم أتابع ريشة المكياج وهي تخطو على وجنتيها
كقلم تلوين لدافنشي داعب وجنة لوحة جميلة
لم أسمع خطوها الشبيه بموسيقى الكلثوميات
لم أتذكر أسماك العيون
وثغري صار كشيخ فقد أسنانه
لإني لم أتذوق فنجان قهوتها
عمري صار كصفاصفة
لإني لم أقرأ لغة الأهداب
تكسرت خطواتي على قارعة الغياب
لأني لم أعد أقيس خطوها
ومقاس حذائها الوردي
عذرا نزار
ليتها ترسل كلمة أحبك
لأصير فتى جميلا
لتصير أصابعي قمحا
وجبهتي قنديلا
ليصر شعري إنجيلا
وأصير للعشاق رسولا
بل عفوا درويش
لم تكن حبيبتي يهودية
لتعيش عصر منفتح
لا يغلق فيه باب العشق
حبيبتي
قروية بسيطة
عندها عادات وتقاليد
الخروج عنها حرام
كسرها ..... حرام
واذا لم تلتزم بهذي
فجزاؤها الإعدام
فالحب قتل هنا
بما يسمى عندنا عادات القبيلة•
________________________
✍️/ جبر مشرقي ▪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب