الثلاثاء، 5 مايو 2020

امي الغالية بقلم سلطان محمد معافا

(23)

أمي الغالية

هذي القصيدة كتبتُها في يوم العيد عند زيارتي لأمي في غرفة العناية المركزة

.

قد جاءَ عِيدي ونارُ الحُزنِ تَستَعِرُ
تكوي فؤادي بدُنيا طَعمُها كَدَرُ

قد جاءَ عيديَ والأنوارُ ما انبَلَجَتْ
قد غبتِ أمي فغابَ النجمُ والقمَرُ

آهٍ حياتي أيا عمري ويا كَبدي
قدكنتِ سَلوايَ أنتِ النبضُ والبَصَرُ

هذا ابتلاءٌ وربُّ الكونِ قَدَّرَهُ
ونحنُ نَرضى بما قد ساقَهُ القَدَرُ

بَكتكِ روحي وأنفاسي وخافِقُها
والقلبُ ينزِفُ والعينانِ تَنتظِرُ

متى تَعودينَ داراً كُنتِ بَسمَتَها
بل أنتِ داري وأنتِ الساكنُ العَطِرُ

فَقَهوتي كان فيها الحُبُّ جَوهرُها
ولمسَةُ السِّرِّ مِن كَفَّيكِ تَنهمِرُ

وفَرحتي نِلتُها مِن وَجنتيكِ وفي
أحضانِ أمي جبالُ الهمِّ تندثِرُ

رباهُ قد مَسَّ أُمي الضرُّ ياسَنَدي
فعافِها كي يزولَ السَّقْـمُ والضررُ

إني ألوذُ بكَ اللهمَّ مُرتجياً
وأنتَ أكرمُ مَن لاذَتْ به البَشَرُ

أماه يا عَبَقاً عِطراً بكاذيتي
كم هزني الشوقُ والأيامُ تعتذرُ

أماهُ أنتِ شَذا وَردي و رَونَقُها
بذِكركِ العَذبِ غار الزهرُ والمَطرُ

إذا تَبَسمْتِ ألقَى السعدَ مُنتشياً
وإن حزنتِ يَحِلُّ الضيقُ والكَدَرُ

وإنْ حَضرتِ أضاءَ الدارُ في نظري
وإنْ ذهبتِ أحِسُّ القَلبَ يَنفطِرُ

ياجنةَ العُمرِ عودي وابعثي أملاً
في الدارِ يا أنتِ وجهَ البدرِ والدُّرَرُ

الدارُ يَبكيكِ والجدرانُ ما فَـتِئَتْ
تَشـتاقُ صَوتَكِ والعينانِ تَنهمِرُ

يَشتاقُكِ الحيُّ بل أشجارُ قَريتِنا
والحَقلُ والأرضُ والأغصانُ والزَّهَرُ

يشتاقُ سَمعي نداءَ الأمِّ ياولَدي
ولحنَ صَوتِكِ في أَنسامِهِ السَّمَرُ

حتى الصِّغار كم اشتاقوا لِجَدتِهِم
كادتْ حكاياتُكِ البَيضاءُ تَنْصهِرُ

عُودي إلينا لَبِستِ الدهرَ عافيةً
وزالَ عنكِ أنينُ القلبِ والضَّرَرُ

.................
سلطان محمد معافا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *