الثلاثاء، 5 مايو 2020

ودعتني الغالية بقلم سلطان محمد معافا

ـــــــــــ وَدَّعَتْنِي الغَالِيَة ــــــــــــ

قَـد وَدَّعَتْنِي اليَومَ أُمِّي الغالِيَةْ
فَتَسَايِلَتْ مِنِّي الـدُّمُوعُ الـجَارِيَةْ

أُمِّي كَمـا الدنيا تُضِيءُ بأَعـيُني
إنْ أَقـبَلَتْ تِلكَ الـمَلاكُ الــحَانِيَةْ

أُمي حَـيـاتي والأمـاني كُـلُّـهَــا
والأُنسُ والروحُ الحَنونُ الزاهِيَةْ

أُمي التي بِعـتُ الحَيـاةَ لأَجـلِهـا
صارتْ إلى الرحمَنِ تَزهو سالِيَةْ

أُمي التي تَبكي النِّساءُ لِحُـــبِّها
قد وَدَّعَتْني للـجِـنـانِ العَـالِيَـةْ

هَذي الحَياةُ بها ابتِـلاءٌ هَــدَّني
ما مثل أمي زَهرةٌ في الـبادِيَةْ

البيتُ أَظلَمَ والكَراسي أَصبحَتْ
تَـبكي فِـراقَـكِ والـمَـآتِمُ باقِـيَةْ

حتى (الرَّدائمُ) لم تَعُدْ تُصغِيْ لَنَا
تَبكي وتَنْدُبُ أَينَ تِلكَ الكاذِيَةْ

أيــن التي بالــنور تَمــلأُ دارَنا
غـابَتْ ولابَــدرٌ يُضِيءُ لَيَـالِيَهْ

لا تهـجُـروها إخـوتي بِدُعائِكُم
كم دََلَّلَتْنا في سِنِيـنٍ خـالِيَـةْ

قد هاجَرَتْنا أُمُّــنـا مِنْ أَرضِـنــا
نحوَ الجِنانِ ولنْ تعودَ الشادِيَةْ

وأمـامَ قبـرِكِ ياحــياتي شـاعِـرٌ
يَبكي لِفَـقـدِكِ والمَشاعرُ باكِيَةْ

يَبكي فِرَاقَكِ هل تَعـي أمي لَهُ
هذا الصـغـيرُ غـدَاْ يَهُـدُّ فـؤادِيَهْ

‏نامي هَنيئاً في الجِنانِ سَنَلـتَقـي
حيثُ الرياض بها القُطُوفُ الدانِيَةْ

بِعتُ الحَياةَ فَلْـم يَعُد غَـيرَ الـتي
ملأتْ فؤادي مُنذُ عِشتُ شَبابِيَهْ

قد غـادَرَتْـنا ثُمَّ عِــشـنـا بـعـدَها
بيـنَ الأنـيـنِ وبيـن جَــمْـرٍ كاوِيَةْ

آهٍ أيـــا أُمــاهُ لــو أَقـــوَى عــلـى
عيشٍ بِقُربِكِ في الأيادِي الدافِيَةْ

آهٍ أَيا أمِّـي ذَهَبْتِ ولـم يَـعُـد
لِي في بعـادِكِ غـيـرَ ذِكرَى غالِيَةْ


سلطان محمد معافا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *