حبيبتي .... أكتب إليك رسالة ممزوجة بدموع الشوق والحنين ... أكتب إليك وأعلم أن ساعي البريد لن يوصل رسالتي إليك ... أعلم أنك لن تقرأي هذه الرسالة ... ولكنني سأكتبها ... عليًّ أخفف عن قلبي هذا الضجيج .. وأترجم بعض مشاعر البوح الدفين ...
سأخلع عن قلبي ستار الكبرياء سأكتب وأعزف لحن كتاباتي على وتر قلبي ... فإنني كلما عزفت على أوتار مشاعري يهديني ذلك العزف الأمل ... ويسقيني المزيد من قارورة الإنتظار ... يزرع في طريقي الورد ومزيداً من الشوك ... طفلتي ... ها أنا أنظر إلى ساعتي ... فأحرف الوقت وأدعي النسيان ... أحرق تلك اللهفة الممزوجة بجنون الأنتظار بالتأمل وبالتحديق في ساعتي طويلاً طويلاً ...
حبيبتي سأخبر تلك الأطلال بوحي ... فمن هنا تبدأ حكايتي ... حكاية ذلك الطفل الذي سجنه القدر في سجن الذكريات ... حاولت كثيراً الخروج وفشلت وفشلت ... مضت عشرٌ عجاف .... أصبحت وحيداً بين جدران أربعة أتلو تراتيل الآه وأمنيتي اليائسة .... أنظر للسماء وأسمو في الأفق ... أنا هنا وحيداً يا طفلتي ... وحيداً مثلكِ ...
أسامر القمر كما تسامرينه ...
أغني للنجوم كما تفعلين .. ترافقني
وحدتي والصمت
... أشكو للقمر صقيع الوحدة والشوق والحنين والذكريات ... أنام ثم أغفو على حين غفلة وأصحو على صوت
عصافير الصباح ... أتجول في مدينتي المهجورة التي كنت أسكنها أنا وإياكِ ..
لم يتبقَ لنا منها
إلا بقايا الورود وطعم الذكريات ... كم أشتهي ... هذه المدينة التي تذكرني بكِ ..طفلتي ... إن كان الرحيل والمغيب متوجبٌ علينا ... وأنه هو القدر ... فلنفعل ... لا لن نفعل .. طفلتي هذه بقاياي من شموعٍ ودموع ... من لهفةٍ وشوقٍ وحنين .. هذه شمعتي قد أصبحت في مهب الريح .... طفلتي ... لماذا رحلتي ولوحتي بكلتا يديكِ والدموع تملء عينينكِ ... تمهلي ... هناك ثقب مندسٌ بين سفينتي .... آه يا آه يا وجعي ....... ها هو بدء يتسلل بصمت لقلبي الصغير ويحرقني بأهات السكون ..... يا مائية العينين ما قبل الرحيل .... هناك حقيبتي والذكريات
وتذكرتان للسفر للقمر من صميم جراحاتي ....
عزيزتي .. سأنثر آهاتي وورودي واقتبس لي مركب
من أوراق الورود ....
وارسم لوحة حبنا ...من البنفسج والقمر ....
وفي النهاية
وداعاً يا حبيبتي سأبقى وحيداً
مع الذكريات والإطلال وبيدي
معطفي الأزرق الذي أهدتيني أياه والمزيد من حبر الألم .
*الخــزاعــي...*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب