مقطع بتصرف من
قصيدة: هَذَيَاٰنْ ..!
خَمْرَةُ وِجْدَاٰنِي
سِرٌّ بِالبَهْجَةِ أَشْقَاٰنِي
وَبِنَاٰرِ اللَّوْعَةِ أَهْنَاٰنِي
سِرٌّ يَتَمَدَّدُ فِي عَصَبِي
أَحْيَاٰنِي لَمَّاٰ أَفْنَاٰنِي
يَتَمَدَّدُ يَجْتَاٰحُ جَنَاٰنِي
وَمَدَى التَّاٰرِيخِ تَقَصَّاٰنِي
قُلْ مَنْ عِشْتَاٰرُ وَمَنْ ڤِينُوسُ
تُقَاٰسُ بِخَمْرَةِ وِجْدَاٰنِي؟!
لَاٰ عِنَبَ يُوَاٰزِنُ كَرْمَتَهَاٰ
أُهْرِيقَ نَبِيذُ الرُّومَاٰنِ
تَهْمِسُ لِي، تُتْرِعُ أَخْيِلَتِي
وَتُعَتِّقُ أَصْدَاٰءَ كِيَانِي
وَتَرُومُ الْوَصْلَ بِلَاٰ خَجَلٍ
وَلَهَاٰ يَتَهَيَّأُ إِيوَاٰنِي
تَأْتِي تَخْتَاٰلُ بِفِتْنَتِهَاٰ
وَنِثَاٰرُ غَوَاٰهَاٰ أَغْوَاٰنِي
فَنَذَرْتُ اللَّيْلَ أُفَاٰكِهُهَاٰ
أَسْتَفْتِي اللَّيْلَ فَأَفْتَاٰنِي
فَوَلَجْتُ سَرِيرَةَ أُحْجِيَتِي
كَيْ أَجْلُوَ زَيْفَ الْبُهْتَاٰنِ
وَكَمَا الصُّوفِيُّ زَهَا وَرَعًا
تَيَّمَنِي زُهْدُ الْعُبْدَاٰنِ
وَلَبِسْتُ الصَّبْرَ وَبُرْدَتَهُ
وَسَلَكْتُ طَرِيقَ الْهُجْرَاٰنِ
أَتَنَسَّكُ فِي كَهْفٍ فُقِدَتْ
وَأَغُوصُ أَغُوصُ فَألْقَاٰنِي
مَاٰ زِلْتُ الْقَاٰصِدَ شَعْثَ غَوَىٰ
فَأَتُوقُ لِعَيْشِ الرُّهْباٰنِ
وَمِنَ الْإِطْرَاٰقِ وَهَىٰ جَسَدِي
كَمَثِيلِ الْوَلِهِ الْهَيْمَاٰنِ
أَوْدَعْتُ الشِّقْوَةَ يَاٰبِسَتِي
وَقَصَدتُ ظَلَاٰمَةَ شُطْآٰنِي
لِأُفَتِّشَ فِي شَجْوٍ وَشَجًى
عَنْ عَزْفٍ ألْهَبَ تَحْنَاٰنِي
عَنْ لُغْزِ الشَّوْقِ أُأَوِّلُهُ
يَفْتَضُّ رُمُوزِي بِثَواٰنِ!!
فَأُحَلِّقُ، أَجْمَحُ مُنْطَلِقًا
وَجَنَاٰحِي رَحْمَةُ دَيَّاٰنِ
لِفَضَاٰءٍ أُنْثَىٰ أَشْهَدُهُ
أَوْسَعَ مِنْ بَأْسِي وَحَنَاٰنِي
وَأَعُودُ بِرِيشَةِ نَوْرَسَةٍ
تَتَحَدَّىٰ رَصْدَ الشِّيْهاٰنِ
مِنْ أَقْصَى الْجَوِّ يُشَوِّقُهَاٰ
بَحْرٌ دُرِّيُّ الْقِيعَاٰنِ
فَقَحَمْتُ اللُّجَّةَ مُعْتَمِرًا
أسْفارَ سَوَاٰدٍ وَجُمَاٰنِ
وَنَصَبْتُ اللَّوْعَةَ أَشْرِعَةً
وَجَعَلْتُ اللَّهْفَةَ رُبَّاٰنِي
وَالْحُبُّ تَجَلَّىٰ قِبْلَتَنَاٰ
بَوْصَلَةً تُرْشِدُ قُبْطَاٰنِي
يَقْذِفُنِي الْمَوْجُ فَأُغْرِقُهُ
فَيَعُودُ كَعَصْفِ الْأَضْغَاٰنِ
فَأَعُودُ كَأَعْتَىٰ عَاٰصِفَةٍ
تُطْلِقُ إِعْصَاٰرًا يَغْشَاٰنِي
إِعْصَاٰرًا لٰكِنْ مِنْ صُوَرٍ
شِعْرِيَّةِ لَوْنٍ، وَلِساٰنِ
أَمْخُرُ فِي لُجَّةِ غِيلَتِهِ
حَذَرًا مِنْ مَكْرِ الْقُرَصَاٰنِ
مَكْرٌ يَنْسَاٰبُ كَأُغْنِيَةٍ
تَخْلِبُ أَشْوَاٰقَ الْخِلَّاٰنِ
لَاٰ أَدْرِي، أَوَ أَشْكُو صَمَمًا
أَمْ وَقْرًا أَثْقَلَ آذَاٰنِي؟
فَعَزَفْتُ النَّغْمَةَ زَوْبَعَةً
نَكَأَتْ آٰسَاٰسَ الطُّغْيَاٰنِ
فَاغْتَاٰظَ وَأَزْبَدَ فِي صَلَفٍ
أَيَظُنَّ بِوُسْعِهِ إِذْعَاٰنِي؟!
أَمْ يَحْسَبُ نَصْرًا جَوْلَتَهُ
وَالْحَرْبُ طِعَاٰنٌ بِطِعَاٰنِ؟!
صَهَلَتْ أَصْدَاٰءُ مَكَاٰئِدِهِ
وَأَثَاٰرَتْ نَقْعًا كَدُخَاٰنِ
وَأَتَىٰ يَرْمُقُنِي مُرْتَدِيًا
أَسْمَاٰلًا عِدْلَ الْأَكْفَاٰنِ
فَقَرَأْتُ غَيَاٰهِبَ نَظْرَتِهِ
وَرَصَدْتُ فَحِيحَ الثُّعْبَاٰنِ
وَمَلَأْتُ جِرَاٰرِي نَبْضَ عُلًا
وَجِهَادًا مِنْ عَزْمٍ قَاٰنِ
وَمَرَرْتُ بِتِيهٍ أَحْصَاٰنِي
بَحْثًا عَنْ رُشْدٍ وَحَصَاٰنِ
ورَفَضْتُ الْعَيْشَ بِشَرْنَقَةٍ
كَمَثِيلِ عُنَاٰةٍ وَعَوَاٰنِ
وَنَسَلْتُ يَقِينِي مِنْ شَرَكٍ
يَخْطَفُ بِمَخَاٰلِبِ عُقْبَاٰنِ
مَاٰ كُنْتُ لِأَخْشَىٰ مِنْ هُبَلٍ
يَتَقَمَّصُ زِيَّ النُّدْمَاٰنِ
يَأْتِي بِمَعَاٰزِفِ شِرْعَتِهِ
وَيَزُفُّ الْبِدْعَةَ لِلْوَاٰنِي
وَيَلِينُ لِيَسْهُلَ صَيْدُ الصَّبِّ
فَيُمْسِيْ الْمَغْلُولَ الْعَاٰنِي
وَيُمَوْسِقُ لَحْنًا خَلَّاٰبًا
يَشْدُوهُ بِصَوْتٍ رَنَّاٰنِ
مُوسِيقَىٰ تَفْتِنُ سَاٰمِعَهَاٰ
فَاٰقَتْ تَغْرِيدَ الكَرَوَاٰنِ
لَمْ يَحْتَجْ عُودًا أَوْ صَنْجًا
وَصُدَاٰحَ دُفُوفٍ وَكِرَاٰنِ
وَلِفَرْطِ عُذُوبَتِهِ هَرَعَتْ
لِلرَّقْصِ رُفُوفُ الْكِرْوَاٰنِ
هُوَ أَصْلُ الْكَيْدِ وَمَعَدِنُهُ
أَتْقَنَهُ فَوْقَ الْإِتْقَاٰنِ
فَيُرِيكَ رَبِيعًا مُخْضَرًّا
فِي غَمْرَةِ كَاٰنُونِ الثَّاٰنِي
إِخْتَلَقَ الْبَسْمَةَ فِي مَكْرٍ
وَبِمَكْرِ الْبَسْمَةِ حَيَّاٰنِي
وَكَمَا الْمُشْتَاٰقُ مِنَ الْأَعْمَاٰ
قِ طَوَى الْأَمْدَاٰءَ ووافاني
وَبِوَجْهٍ طَلْقٍ لَاٰقَاٰنِي
أَوْفَىٰ بِالمَدْحِ وَحَاٰبَاٰنِي
لٰكِنِّي خُضْتُ خُصُومَتَهُ
وَفَضَضْتُ نُقُوشًا أَمْلَاٰنِي
فَاٰحَتْ أَلْغَاٰزًا وَرُمُوزًا
لَمْ تُفْصِحْ عَنْهَا الشَّفَتَاٰنِ
وَتَلَأْلَأَ عَزْمُ مُقَاٰوَمَتِي
نُورًا بِسُطُوعِ الشُّهْبَاٰنِ
وَكَشَفْتُ بَرَاٰقِعَ سِحْنَتِهِ
فَانَكَشَفَ نَعِيبُ الْغِرْبَاٰنِ
فَتَنَكَّبَ قَوْسَ مُجَاٰهَدَتِي
وَتَنَكَّبَ وُدِّيَ عَاٰدَاٰنِي
وَاسْتَنْكَفَ عَنِّي وَتَخَفَّىٰ
لِيُوَسْوِسَ لِيْ مِلْءَ زَمَاٰنِي
بِالسِّحْرِ لَتَحْسَبُهَاٰ تَعْدُو
غِزْلَاٰنٌ إِثْرَ الْغِزْلَاٰنِ
وَتَرَى الْأَطْيَاٰرَ مُزَقْزِقَةً
تَتَرَاٰقَصُ بَيْنَ الْأَفْنَاٰنِ
وَالْوُرْقَ مِنَ الْفِتْنَةِ سَكْرَىٰ
تَهْدِلُ فِي وَرَقِ الْأَغْصَاٰنِ
وَالْفَنَنَ الْمَفْتُونَ تَثَنَّىٰ
فِي مَيْلٍ مَيْلَةَ سَكْرَاٰنِ
وَالنَّحْلَ يُعَاٰقِرُ خَمْرَ الزَّهْرِ
وَيَرْشِفُ رَشْفَةَ نَشْوَاٰنِ
مِنْ خَمْرٍ فَرْطَ طَلَاٰوَتِهَاٰ
أَوْشَكْتُ بِهَاٰ أَنْ أَنْسَاٰنِي
هِيَ لَوْحَةُ حُبٍّ وَهُيَاٰمٍ
تَزْدَاٰنُ بِحُسْنٍ وَحِسَاٰنِ
لٰكِنَّ حَقِيقَةَ مَاٰ تَحْكِي
كَعِرَاٰفَةِ ثُفْلِ الْفِنْجَاٰنِ
تَبْصِيرٌ يَسْتُرُ إِعْمَاٰءً
تَبًّا لِنِفَاٰقِ الْكُهَّاٰنِ
أَمْعَنْتُ النَّظَرَ بِمَاٰ تَرْوِي
لٰكِنْ لَمْ تَكْفِ الْعَيْنَاٰنِ
فَالْبَصَرُ حَسِيرٌ مَحْسُورٌ
يَغْشَاٰهُ الْعَمَهُ فَأَعْمَاٰنِي
يَغْشَاٰهُ قُصُورٌ مُلْتَبِسٌ
وَعَمَىً كَضَرَاٰرَةِ عُمْيَاٰنِ
عَفْوًا يَاٰ عُمْيُ وَمَعْذِرَةً
يَاٰ أَهْلَ الْبَصَرِ الرُّوحَاٰنِي
بَصَرٌ بِنَفَاٰذِ بَصِيرَتِهِ
جَلَّىٰ مَخْبُوءَ الْأَزْمَاٰنِ
فَإِذَاٰ عَيْنَاٰهُ لَنَاٰ غَوْثٌ
وَعُيُونٌ نِعْمَ الْغَوْثَاٰنِ
فِي مَسْرَىٰ الرُّوحِ لِمَاٰ تَبْغِي
أَبْذُلُ مَاٰ كَاٰنَ بِإِمْكَاٰنِي
لٰكِنَّ الْعَيَّ مِنَ التَّسْيَاٰرِ
أَعَاٰقَ مَسِيرَةَ أَظْعَاٰنِي
لَاٰ هَوْدَجَ لَاٰ حِمْلًا حَمَلَتْ
مَنْ يَحْدُو عِيسَ الرُّكْبَاٰنِ؟!
مِنْ أَيْنَ أُسَاٰبِقُ فِي ظَعْنٍ
يَحْتَاٰجُ عَزِيمَةَ فِتْيَاٰنِ
فَلَجَأْتُ لِآٰفَاٰقِ التَّقْوَىٰ
تَقْوَىٰ أَرْسَاٰهَا الْحَسَنَاٰنِ
وَقَرَأْتُ سَمَاٰحَةَ مَاٰ تَهْدِي
فِيمَاٰ يَرْوِيهِ الشَّيْخَاٰنِ
أَبْغِي مِنْهَاٰجًا يُنْقِذُنِي
وَيُثَقِّلُ كَفَّةَ مِيزَاٰنِي
الدِّينُ صُوَىٰ وَمَنَاٰرُ هُدَىٰ
لِلْقَلْبِ إِذَاٰ بَصُرَ الرَّاٰنِي
وَاللَّاٰتُ ضَلَاٰلٌ وَالْعُزَّىٰ
صَنَمَاٰنِ وَبِئْسَ الصَّنَمَاٰنِ
"وَمَنَاٰةُ الثَّاٰلِثَةُ الْأُخْرَىٰ"
ثَاٰلُوثٌ رَمْزُ الْكُفْرَاٰنِ
مَاٰ فَاٰزَتْ أَوْ نَاٰلَتْ يَوْمًا
فِي دُنْيَا الْحَقِّ بِسُلْطَاٰنِ
...
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب