*الغزو الفكري*
قرأت لأول مرة هذه الجملة في كتاب بروتوكولات حكماء بني صهيون , و من ثم وجدتها مرة أخرى في كتاب أحجار على رقعة الشطرنج , و كانت هذه الجملة تحمل في طياتها أساليب وطرق مختلفة لغزو الفكر العربي ضمن محاولات لإبقائه في الحضيض و إبعاده عن مبادئه من خلال هدم قيمه التي هي بالأساس عبارة عن مجموعة أفكار التي يُسعى لغزوها .
لكن في الحقيقة إن تحدثنا عن الغزو الفكري بطريقة أخرى او للنظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة , سنجد أن الغزو الفكري لا يقتصر على تلك الطريقة التي عرفناها به في أول مرة , وللتوضيح دعونا نفسر معنى هذه الجملة
الغزو الفكري ..
الغزو الفكري : بمعنى بسيط و مختصر هو هجوم مباشر للسيطرة على الأفكار , وكما نعلم أن الأفكار هي أساس القيم التي تكون المبادئ التي هي في الأخير تحدد التوجهات لدى الإنسان .
ومن هذا المنطق , سنجد أننا جميعا نمارس عملية الغزو الفكري , حينما نحاول أن نثبت وجهات النظر الشخصية أو إيصال رسائل للغير و التأثير عليهم , في الحقيقة ما أقوم به الان هو عملية غزو فكري , حينما نقرأ كتاب معين او نستمع إلى محاضرة معينة او ندخل في نقاش ما فهذا يعني أنا دخلنا في دائرة الغزو الفكري , فالكاتب لم يصدر كتابه إلى لتغيير أفكار قارئيه سواء سلبياً أو إيجابيا و قس على ذلك كل ما يدور حولنا وما يدور منا .
وهنا نستنج أن الغزو الفكري لا يكون دوما فقط في الأمور السلبية و نستنج أيضا أن كل فرد منا يستطيع أن يغزوا أفكار الآخرين , كل شخص منا هو مؤثر في حد ذاته لا يهم مدى قوة تأثيره فالبعض تأثيرهم لا يتعدى حدود علاقته الاجتماعية البسيطة , والبعض يتجاوز تأثيره الحدود .
تحدثت عن هذا الموضوع لأهميته فقد تغزوا فكر أحدهم بأفكار خاطئة دون شعور منك وقد تؤثر على أحدهم بطريقة سلبية دون شعور منك , وهنا تكون الكارثة , وخير مثال لهذا هو المؤثرين بوسائل التواصل الإجتماعية بكافة أنواعها , في عالم التأثير لا يوجد تأثير متوسط الإيجابية أو السلبية , في عالم الغزو الفكري لا يوجد غزو نصفي , إما غزو إيجابي أو سلبي , و بنظري يجب علينا أن نصحح و نعدل من أفكارنا التي سنغزو بها الغير بشعور منا أو دون شعور
بقصد مباشر أو غير مباشر
✍🏻 ... شهاب المليكي
*من كتاب لن تسقط أبداً*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب