الآن وفي خضم هذه اللحظة لازلت أحاول أن أخبره في كل ليلة أن البكاء ليس ضعف بل فيه تكمن القوة لكنه يرفض الكلام، يخبرني أنه عزيز لايقبل الانكسار.
أعود وأربت بكتفي، وأحاول نفض أحزاني الأليفة، لكن الوجع سرعان مايشاطر أدمعي، فتخونني المقل؛ لتسقط الدموع ضريحة ومن حشرجتها كسيرة .
أيا قلب :
من فضلك دعني أنوح، دعني أبوح، إياك وإن تُغريك صلابتي أو توهجي، صدقني فالظلام حالك بداخلي، وجميع مدني قد دمرها القدر.
فمنذ زمن وأنا صامدة، ولست أدري في أي مقطوعة ذكرى سأسقط وهل ستسعفني المدامع آنذاك .
آه ياقلب :
ماأحوجنا إلى لحظات صمت ، نسمع من خلالها حديث خلجاتنا، وحديث أعماقنا المنسية، كم نحتاج لدواء فعال يشفينا من مانحن عليه، أو لقاح نكافح به فيروس ذاكرتنا اللامنسية، فالذكريات تقتلنا ونحن لصراعها لفاشلون ومهزومون.
تعبت وأنا أفتش عن تلك الأماكن الفارغة لنشهق منها بصمت، أو تلة منسية أكل منها الدهر وشرب، نصرخ منها كطفل رضيع حديث الولادة نصرخ من داخلنا لايوقفنا شي ولا نلام لِما صرخنا لأيام.
أُقسم لك ياقلب بأني قد سئمت الحرب، حتى أنفاسي باتت تخنقني مع ذلك البارود التي اعتدت على استنشاقه.
آه ياإلهي كم أحتاج أن أبحر بين مد وجزر، وإلى البعيد ولابأس إن غرقت لربما ستحتضن الأسماك جسدي أفضل من هذه الأرض الخائنة، التي أعطتنا وطن برمقه الأخير ثم عابتنا بأننا جيل فاسد.
أتعبنا البقاء في بلدنا الأم وسئمنا العيش في هذا الصراع المر.
إلهي إن طالت الحرب أكثر فأرجوك ألا أكون هنا في مثل هذه اللحظة من العام الآتي….
انتهى
*رويدا البعداني*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب