<<< حيَّ على الصلاة >>>
طرنا بحيَّ على الصلاة جنونا
إذْ حطَّمَ التكبير سجن كـرونا
عُدْنا إلى كل المساجد نعتلي
من صهوة الفرح العظيم مُتونا
نرجو من الله السلامة كلّما
مـسَّ الـوبـاءُ بِـضُـرِّهِ مـحـزونا
عاد السلام لنا و فيه حكمةٌ
الـلَّـــهُ يـعـلـم سـرَّها المـكنونا
و تعود بعض العاديات كأنها
بَـعْـثٌ أفـاق مـراقـدا و جفونا
لم نَنْتَهِ من أزمةٍ في حجرها
اليوم شـهـرٌ و الشـهورُ سـنـونـا
لكن بدأنا من دبيب حياتنا
نكسو بأزهار الربيع غصونا
كم هدَّم الحَجْرُ الغريبَ بعزبةٍ
فيها بـنـيـنا الذكريات حـصونا
و كأنَّـهـا سبعٌ عجافٌ أصبحتْ
رغــداً تَــقَــدَّمَ لـلأمـام قـرونا
ذقنا بها حُبَّ البقاْ من بعدما
كاد الفـناْ يـوُدي بـه مـدفـونا
فـتـبدَّلـتْ أحـوالـنـا و تـغـيَّـرتْ
مِــزَقُ الحـياةِ بِـلـمَّـةٍ تـحـبـونـا
ضَمَّ القريبُ بها البعيدَ مصافحاً
و مُــعـانــقـاً و مُــقَـبِّـلاً مـحـضـونا
فـتـنـفَّـستْ أرواحُـنا عن رغـبةٍ
بالعيش تُحسن بالكريم ظنونا
و تـفـجَّرتْ كلُّ القلـوبِ أمـانـياً
رسمتْ على مهج العيون فنونا
و تبادلـتْ أسمىٰ التحايا أعينٌ
كانتْ سماها و الرحاب سجونا
هـيَّا إلى أرزاقـنـا نـسـعى عـلى
باب الكريم و سَعْـيَنا مضمونا
فـعسى مرير حياتنا يحلو لنا
أو قلبها القاسي يصير حنونا
لكنْ و إنْ فُرِجَتْ علينا كربةٌ
يبقىٰ الغريب بِـغُربةٍ مسجونا
سنعود للأعشاش لكنْ ويـحـنا
من عودةٍ تَـعِـدُ الرجوع مجونا
أنَّـىٰ يعود الطـيرُ عُشَّاً لم يـزلْ
فيه المعشعشُ بالردى مسكونا
قد أجدب الفيروس فيها قرةً
بدموعها أدمىٰ الجفاف عيونا
فتقطَّعتْ سبلُ النجاةِ بـعـابـرٍ
قطع الهلاكُ طريقه الميمونا
فغدا الصديق بها عدوَّاً و الغلا
بالمال يشريه الرخيص زبـونا
سلبوا جميع العائدين لأرضهم
نهبوا الجيوب و مـا بها مخزونا
مُذْ شرَّعوا للسلب قانوناً يرى
رأس الغريب بـمـالـه مـرهـونا
أخذوا لهم عَرَقَ الجبين ضريبةً
لـلـدخـل و العمر الشقيْ عربونا
حِفْظُ السلامة للمُـسافر كذبةٌ
من شـلَّـةٍ تُبدي التُّقَىٰ لـ تخونا
فمن الحقيقةِ لا مَـفَـرُّ و إنْ نجا
جلـد الفتىٰ مـنها نـجا مـطـعونا
قولوا لها : يا عابريَّ حدودها
مـا هـكــذا دار الـزمـان شــؤونـا
كـلَّا و حاشا بعد سوء فعالكم
إبلـيس أنْ يبقىٰ هو المـلـعـونا
أبو عمر الفقيه
٢ يونيو ٢٠٢٠ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب