الـليــل .
__________________.
الليلُ شبحٌ
يطاردُ القلبَ بالذكرى
ويُهديهُ أنين العتمةِ
الليلُ ظلٌّ
يعانقُ بقايا الأعماقِ
ويتوارى خلفَ بريقِ الضوءِ
فيتلاشى بين
طلوعِ الفجرِ والصبحِ
الليلُ صديقٌ
يُسامر جُرحنا
ويُحدثنا
عن بطولاتهِ العظمى
مع المثقلينَ
بالحنينِ والخيبةِ
الليلُ
يحملُ في ثناياه
حفنةً من أوجاعِنا
ويُخفي دمعَ أعيُنِنَا
الذي أرهقنا سيلانه
الليلُ بارعٌ
بتلويحِ المغادرةِ
على طُرقات الرجوعِ
ويُهدي المسافاتَ
أملاً في محطاتِ الوداعِ
الليلُ صامتٌ
يُسكت أفواه
الصرخاتِ بدمعةٍ
ويُخمد في الصدرِ
براكينَ تحترقُ
الليلُ وطنٌ
لأولئكَ المُتعبين
من وهنِ الأيامِ
حتى العصافيرُ
تضعُ أعشاشها
بين دفتيه
الليلُ عميقٌ
كشجرةٍ ثابتة
في الأرضِ
الليلُ سلامٌ
يُبددُ من الأعماقِ
صراعَ الذاتِ
ويُرتب لنا هدوءاً
بين ضجيجِ
اللحظةِ واللحظةْ
الليلُ
يَحتضنُ ما تناثرَ
مِن أحلامنا العتيقةِ
ويرسمُها على الأفق
البعيدِ غيمةً
الليلُ
مرآة الركنِ القديم
تختزلُ ماضينا
بينَ طياتها
ثم تُعيد وجوهنا
لمكانها الأخيرْ
الليلُ
دمعة ثَكلى
مِن بينِ دمعٍ جزيلٍ
يُمد أحزانه
ليصافحَ النورَ
خلفَ أسوار العدمْ
.
.
.
ونحنُ مدينونَ لليلٍ
ينزعُ مِن عمقنا آهات
ويُبعثرُ إحساسنا نثراً
ويكتبُنا قصيدةً تشبهنا
يَدفنُ وجُوهنا
بينَ سطورِ المحبةِ
لتتجلى ملامحُنا
بهجةً وسروراً
ويفتحُ نوافذَ الحُبِ
لقلوبِنا البائسةِ
ويجعلُ اليأسَ
يُذيب في أعيُنِنَا
إنهزاماً حتمياً
هو الليلُ
بابهُ مفتوحٌ للريحِ
وتسترخي الروحُ
على مداخلهِ
حتى تنامَ
آمالها القُصوى
في سلام .
#عازفة_الليل
26/3/2020 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب