الاثنين، 6 يوليو 2020

مسابقة(لأني كاتبة) 8 تهديد بائس بقلم صفاء محمد الهمداني

صفاء محمد الهمداني
الرقم..8
قصة قصيرة ( تهديد بائس)

هدوء غير طبيعي ،نمتي جيدا خلال الشهر الفضيل..أليس كذلك؟!
لا مشاكل ، لا مشاجرات ، لا شتم ولعن!
مؤسف كثيرا أن تفتقدي شخص مثلي دوره يكمن في بث الفوضى وزرع الرعب في نفوس أخواتي وزوجتي بل وحارتنا المنكوبة تلك !!
قدرنا أن نكون جيران!
أنت تخرجتي من الجامعة ، وأنا أتخرج كل يوم من جامعة الحياة ، ولكن النتيجة لدي كم هائل من الفوضى الداخلية والتراكمات السلبية التي تعرفينها جيدا منذ الطفولة!
وأنت لديك شهائد كاد البوكس يختنق بها .
أعتقدك مراقبة جيدة ، نافذة بيتكم المطلة على الشارع
وعلى بيتنا ، سمحت لك برصد سلوكياتي وتحليلها تحليلا واقعيا ، دون حاجة إلى الغوص في نظريات ودراسات نفسية لا تسمن ولا تغني من جوع!
هل عرفتي أين أنا من قبل الشهر الكريم؟!
تألمتي لحالي...لماذا؟!
السجن أرحم بي من نفسي السيئة ومعاملتي الرعناء لأهلي والمجتمع ، هناك أشعر بحرية عظيمة تمنعني من ممارسة ظلم نفسي والآخرين!!
(سارق الشنطات)....صفة جميلة أليس كذلك؟!
أحب الرزق السهل ، ولم أتوقع أن بعض الرزق السهل نهايته ذل ومهانة!

لعل سجني هو حرية لأناملك المقيدة منذ شهرين وأكثر ، أو لعل نفسيتك هي المقيدة؟!
أراك وجدتي أخيرا موضوع تحررين فيه طاقتك المكبوتة منذ زمن!

تعتقدين أن كلماتك بإمكانها تحرير العالم من دنس الفكر والرذائل؟!
حتى أفلاطون في قرارة نفسه كان يكذب وكان يعرف جيدا أن لا مدينة فاضلة على كوكب الأرض!
وأنت ماذا ؟ ببضع تدوينات هنا وهناك ستحررين العالم...من ماذا؟!

ماهو دورك في أهلك أولا ؟!
ماهو دورك في حارتك..وأنت الانسانة المثقفة الجامعية الموظفة...هل تعرفين أهل حارتك جيدا؟
هل خرجتي ذات يوم لتفقد أحوالهم ؟

كنت خلال شهر رمضان  في السجن ، وأنت أيضا كنت مسجونة داخل بيتك الآمن!
تفكرين بتغيير المجتمع والعالم برص حروف بجوار بعضها؟!

افتخر بأني سيء ، فليس لي من العلم نصيب
و أحزن لحالكم المثقفين والمتعلمين والأدباء ، ليس لكم بصمة إلا التعالي أو الانطواء على الذات والكتابة من برج عالي عن أوضاع المجتمع وبعيدا عن قصص الحب والعشق والخيانة القلبية!
حب وعشق! حتى زوجتي أحبها وأعشقها وتزوجتها عنادا في أهلي وأصدقائي...لكني متفنن في ضربها وأذيتها !

لا تتألمي لحالي ولا لحال كل المجرمين في العالم؟!
تألمي لواقع أنتم أيها المثقفين شاركتم بنشر العلم الأعمى فيه بطريقة أو بأخرى.

انتظريني ، سأخرج بطريقة ما ، وسأعود إلى إزاعجك بصوت مسجل درجاتي النارية وبتلك الأغاني الصاخبة!
انتظريني ، سأعود إلى إهانة زوجتي وأمي وأخواتي واخوتي ..حتى أبي ،أبي تعرفينه جيدا أليس كذلك ، هل تعتقدين أنه سبب ما أنا فيه؟
أبي كان مثقف وكان رجل دولة أليس كذلك؟!
لعل رجل كان يعشق النساء ويعاقر الخمر ويشرب السجائر بنهم شديد لا بد أن يكون أولاده صالحين ،  مثلي تماما!

يونيو..2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *