الأربعاء، 1 يوليو 2020

مسابقة (لأني كاتبه) 28 وطن جريح وروح هالكه بقلم وفاء الحيقى

#مسابقة لأني كاتبة ✨.

#رقم المتسابقة//( 28)

# عنوان النص//(*وطنٌ جريح وروحٌ هالكة)

#الأسم// (وفـاء_الحيقي)

أرضٌ صفراء، وأزهارٌ ذابلة، تتوق إلى قطرة ماء، وعباد الشمس بدأ بلإنحناء! نحو تلك الشمس الشارقة، على مهل من خلف تلال الجبال،
وأنا على أطراف سطح المنزل أُراقب شروقها، وأستلذ بحفيف الرياح الباردة، وهمساتها تلامس شغاف قلبي، وزقزقة العصافير تتلو على مسامعي تسبيحات، وأذكار صباحية.

وفرحٌ يعزف على الكمنج سر اختفائه، وصوتُ الأرض ِ يبدو مكبوتًا خلف جدار الصمت تخفي وجعٌ دفين، تتجمع فيها كل الفصول الأربعة، أوليس ذلك غرب؟

وطني الحبيب:
ماحل بك، ماحل بمبسمك، ما حل بصوت ألحانك ؟ لمَ لا أشم  عبق زهورك، لمَ لا يلعب فيك الأطفال؟
ويداعبون أغصان أشجارك؟
ولمَ أحس بأن شمسك باردة تأبى أن تنشر أشعتها لتلك الأزهار الساكنة؟

لماذا أراك كقلبي، يُبكي العينان، ويرأف لحالك النائمون في أحشائك منذ وقت طويل؟
أعلم بأنك تصارع وحدك، وتبكي جراحك وحدك، تمسح عنك دماؤك التي سببها لك أحبابك، وأعدائك وكأن ذلك ينقصك!
أعلم بأنك عبثًا تحاول إنقاذ نفسك من غرقٍ طال مكوثه!
أعلم بآلامك المنطوية عليك، الآمك التي تتجرعها بلا ذنب! 
وطني الجريح: أعلم أنك أصبحت لقمة سائغة، وكل الطرق التي تؤدي إليك، مؤذية!
  وأن هناك من قال عنك كلمات دامية، أعلم بأنه ليس ثمة حصنٌ يحميك، من غدر العدا، ولا سور، وأن السحبُ الغائمة تمطر عليك قنابل قاتلة، أعلم كم هذا الصمت يلتهم بعض أجزاءك، وأن جذورك رائحتها تثور عفنًا، وأن لا أحد يشتمها، فيحسبونك كالفولاذ!
وطني الغريق:
لا تكترث،
لا تحزن،
لا تحزن فقلبي لديك وأنا لك، لا تشتكي من جور الزمان وغدر الأحبة .

وطني السجين:  أنا أيضا لقلبي وطن، ثمة من أحرقه، من أشعل النيران فيه بلا سبب أو برهان، أنا أيضا ثمة من استبدل أزهاري بأشواك حديدية، وشرب من نهر الفؤاد حتى أرتوا ثم مضى بعد أن جف النهر وأنتشر الألم في الأجزاء يصارع نفسه.

أنا أيضًا أصبحتْ سُفني حائرة تسير بلا اتجاه، أو شراع، تبعثرني اللحظات الماضية، وتدس ذكرياتها في ذاكرتي الهشة، ولا أقوى على حمل أقدامي المرتجفة،  ليس خوفًا، بل ذهولًا لما رأت،
أنا أيضًا لي روحٌ هالكة، وبعض أحلام ممزقة، وقلبٌ بنصف حياة!

وطني الحبيب، أملنا غريبًا، وبقية أحلامناصامتة، كصمت المقابر، والأيام تقف على أجزاءنا بثقل مميت، ولا شيء يأتي بنوعٍ من سرور، أو رائحة طيبة.

فدعنا نجلس على حافة هذا السطح الذي خدشته شظايا السنون نتقاسم الحلم من الأسى، ونروي الزهر من الدمع،  ونلوح للسماء كثيرًا حتى نرى تلك النجوم تسامرنا وتضحك إلينا أو لربما علينا!
  دعنا نتصنعُ فرحًا صغيرًا، وننادي تلك العصافير؛ لتتراقص حولنا ابتهاجًا، ثم نمضي ساخرين، نقاوم كل صراع يهزمنا، ونحارب كل من ينوي بتر أملنا، دعنا نكون لثانية شيء آخر مليئًا بكل مايحوي الحياة من جمال، وصفاء، دعنا ولو لثانية.
...-- ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *