الجمعة، 10 يوليو 2020

رحيل يعانده بقاء بقلم عفاف البعداني

🕊️رحيــل يُعانده بــــقاء📖
------------------------------

في مقتبل ال٢٣عامًا،أتوق لتقديم استقالتي من الحياة ،وأتربص طريق الراحلين بصمت مريب ؛ عليّ أجد طريقةً سهلة أقنع بها من أعز وأشرع بالرحيل؛ﻷنام بعدهابدون ساعة إيقاظ، ولا صوت ينعي الرحيل ؛وأتحول بعدها لكتابٍ عريق ، يتألف من صفحات عميقة، وخلافه مغمور بأوراق شجرة الزعرور،لايقترب منه إلا المفكرين ، الذين رأو خيطًا رفيعًا مازال ينبض بترجمان الكتابة .

ويترك بعدها ذلك الكتاب محنطًافي المكتبة القديمة، بداخل صندوق مليء بغبار  اﻷنفراد،يلتقي مع نفسه الثقيلة كل مائة عام، بنصف حياة ليقرأه بعدرحيله الصادقين ،المثقفين، المحملين سحرالزهور ، الذين عدلوا وأقفلوا صنابيرالدماء ليغسلوا سنابل الوطن من بئر السلام.

نعم كان هذا العمر كافيًا بأن أبتعد عن صروف الحياة بقناعة موقرة،وبنص لاينتقده أكبرالشعراء،ولايفهمه أبلغ القا رئين،فبيته ،غامض  وهادئ ، لايُقرأحرفه، ولايُسمع صوته ،سوى حكيم عجوزقد فقه الحياة سنون متعاقبة، يعيش منفردًا  في تلك الغابات اﻷستوائية .

نعم;  أيتها الحياة هذا العمركان كافيًا بأن أرى النجوم قريبة، والقمر كرة صغيرة، تلوح بيدي ؛ﻷصعد معها إلى درب السماءبعيد عن خفافيش الظلم والحرب،وعن    ضوضاء المسرح البشري،

ولازالت تلك اﻷرض متجاهلة استقالتي، وتستكثرعليَّ قليل من أكسجينها النقي، إذا لم تعودِ تريدينِ أيتها اﻷرض أخبري أنفاسي الثقيلة و بصراحة، كوني وأضحة ،فأنا عادةً أكره المقدمات والكذب،ولا أحبذ التنميق،

بدل هذا الشعورالخانق أطرحيني دفعةًواحدة، و هناك عند مقبرة الحياة ستزورني الفراشات ،وستكون لي حياة ثانية مع ذاك الذي هوأقرب لي من حبل الوريد، وتذكري إن فعلتي معي هذا المنوال، فساكون شاكرة لكِ أيتها الحياة .

بقلم //عــــفاف الــــبعداني.

-------------------------------------------
*#من_ اﻷرشيف.*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *