الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

قسيسة من خلف الضباب3 بقلم عفاف البعداني

🌍 قسيسة من خلف الضباب3📃
----------------
🖌عفاف البعداني

-أيتُها القسيسة ،لا عليك وابتسمِ الدموع لاتليق بهذا الوجه الجميل ،وأنا لست ببائسة،ولاساخطةوماللقدر منا سوى السمع والطاعة لقد تعلمت من/ شمس التبريزي…..أنّ كل شيء يمضي بهذا الكون بدقة وبحكمة تشيع دهاليزنا نحواﻷفضل ،وربما صعوبة الحياة هي الطريق اﻷمثل؛ كي نقدر الحياة،ونسلك النهج القويم لنيل الفضيلة وماعليك من شعوري المتخم ،هو لله،والله رحيم ومتكفل بكل مايحصل.

-بعد هذا الحوار الشقي مارأيك أن نعود؟
-القسيسة: بالطبع هيا يا إنسية!!

- كانت تنزل ببطء وكالعادة بالكاد وصلنا لكهفها الغريب،تركتها وأنا شاردة الحس ،ومغمورة في الدهشة،وعند ابتعادي عنها ببضع خطوات ،صاحت بأعلى صوت،فالتفت فإذا بي أسمعها تقول: مااسمك ياإنسية؟؟ تعالي غدًا أنتظرك بفارغ الصبر لقد سرني لقائك،ولدي الكثير من الكلام.

-أنااسمي زهرة !! وإن شاء الله ساحاول المجيءياقسيسة الجبل!… .أمشي بسرعة وكأني وحش صغير يلتهم الطرقات ، لقد تأخرت كثيرًا،قدأفلت الشمس خلف الجبل ،ورجعت العصافيرإلى عشها إلا أنا .

-طق !طق !
-تفتح أمي الباب وقد علاها الغضب والقلق !!!لما تأخرتي أيتها الشقية ؟؟

-أمممم تأخرت ﻷني…. ﻷني، التقيت بقسيسة ياأمي.
-التقيت بمن !!!!
-أقسم لك إنها قسيسة.
-يالله عقلي سوف يجن من هذه الفتاة وعقليتها المجنونة،تفضلي أيتها السيدة/ زهرة وليكن في علمك ،غدًا أعدك لن تتخطي عتبة هذا الباب،ولتنسي أمر الجبل.

-أمي لاااااااااا ماهذا العقاب .

مضى المساء وهاج الليل بسواده الحالك وأنا في أوج غرابتي في الساعة الحاديةعشر والنصف11:30م ، سندت رأسي عليّ أهرب من أفكاري اليقظة التي تأبى أن تنام ولكن أفشل في أول ساعة من مرور الليل، فكيف أستطيع ترتيب أحداث هذا اليوم !!وماحقيقة تلك القسيسة!!
و هل أمي محقة عندما نعتتني بالمجنونة ؟!
هل خيالي هذه المرة هو من خدعني واستقوى عليّ وتمثلت لي تلك المخلوقة على ملمح البصر؟؟
ولكني لم أكن أتخيل لقد رأيتها بأُم عيني،نعم أتذكر شكلها، شعرها ، صوتها ،يا إلهي ما العمل ؟!وكيف السبيل  نعم سأنام، ولكن أريد أن أتكلم مع مذكرتي لعلي أرتاح ،نهضت وأضاءت الشمعة في منتصف الليل ،وبدأت أكتب  في مذكرتي العزيزة:

((12:00م… كان يومًا  شاق  بالنسبة لي، ولا أعرف هل تلك الفتاة التي قابلتها حقيقة أم أكذوبة ،ولكن أنا متأكدة من أن حدسي لايخطأ، ولو خالفني كل الناس ،لقد كانت تسمعني بشغف، أتعرفي أيتهاالمذكرة!  الشيء الذي أزعجني أني كنت بائسة وأنا أحكي لها عن بلدي، ربما أنها أخذت نظرة ليست لائقة عن عالمي وموطني من خلال حديثي معها ،كان عليّ أن أتحفظ  عن بعض أخطاء العصر،كان عليّ أن أنقل صورة عادلة عن مانعيشه، كان خطأ فادحًا أن أنسى ذكرتلك الانتصارات والبطولات التي خلدها الشعب اليمني ،كيف نسيت الصمود اﻷسطوري الذي تغنى به كل حي! كيف نسيت الشهداء الذين سطروا حياة جديدة! تبًا لي  عندما أسبهت بالحزن على مايحصل لنا، فالنزاع والحروب هي سنة ثابتة ولاخلاص منها،وصحيح بدون شك أن ماعشته في ربوع موطني يستحق كل تلك المفردات البائسة ،ولكن كان يجب أن أكون أكثر تعقلاً وأقل بوحًا ولكن لابأس أيتها المذكرة غدًا سوف أتقابل معها وأصحح ما أقدمت عليه اليوم، ولكن تذكرت العقاب !!تورطت مع أمي ولن تدعني أغادر المنزل  ،وغدًا لن أتمكن من زيارة الجبل ولن أقابلها ،لابأس عليك أيتها المذكرة غدًا سوف، أجد الحل للتسلل من البيت وسأخبرك بكل ماسيحدث،فكما تقول أمي سديم :أنامتمردة  ولا شيء يستعصى على المجانين وطابت ليلتك أيتها المذكرة ))

شعرت بالنعاس وأنا أكتب ،أقفلت مذكرتي وأطفأت الشمعة،وأخيرًا نمت وغرقت في فلك من السبات،إلى أن أتى الصباح تناولت اﻹفطار مع أمي،وظللت وأقفة أمام نافذتنا العلوية، أشاهد تلك القمة التي صعدنا عليها فإذا بي ألمح ضوءًا مشعًا من تلك الضفة، وكأنها تريد أن تقول: أنابانتظارك ،لم أتمالك نفسي وتركت الصواب ،وحاولت البحث عن طريقة جنونية تخرجني من المنزل ولم أستطع ،و لاجدوى ﻹقناع أمي ، استقوى عليّ المكوث هذه المرة واستسلمت وجلست أشغل نفسي عن ذلك الجبل،بمساعدة أمي في حياكة الثوب.

أمي خرجت؛ كي تشتري مايلزمنا من  الغزل وبينما أنا منشغلة في حياكة الثوب إذْ بي أسمع طرق خفيف للباب.
-طق،طق أين أنتم ياأهل الديار  ؟؟
-من؟؟؟
- أنا، أنا.
-زهرةتقول بخوف:…   لاأحد في المنزل لن أفتح أعذرني أيها الزائر.
-أفتحِ أنا القسيسة لماذا لم تأتي لقدانتظرتك طويلاً ياإنسية!!

- تعجبت زهرة قائلة:.. مالذي أسمعه إنه صوتها فتحت الباب فرأيتُها وقد غزى وجهها التعب،كيف وصلتي! وكيف عرفتي الطريق! أدخلتها وأعطيتها ماء كي تستعيدقواها.

ظلت تحدق في المنزل لبضع دقائق وبدهشة قالت:  أيتها الإنسية بيتكم جميل ومرتب مع من تعيشي ، ولمن هذه الصورة الجذابة !!

- شكرًا لكرمك إنه منزل قديم متواضع !!وهذه الصورة للسيد جواد،أقصد أبي الراحل .
-لم تجيبيني أيتها اﻷنسية لما لم تزوريني ،لقد كنت بانتظارك ولم أقوى على غيابك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *