ما وراء الفكر بقلم مروان الشرعبي

ما وراء الفكر 
____________

كلما ازدادت نجوم السماء ،وأطال الله لك العمر، تشاهد تغيرات في مواقع النجوم ،
وتلاحظ تغيرات الطقس، واكتشافات جديدة تظهر،
ويظل فكرك يتأمل هذه التغيرات، متعمق ماوراء العقل واستحداث ، أو ابتكار تقنية الحياة المتنوعة .

ففي ومضة قصيرة..
تشاهد كل من حولك يقبعون في استهلاك إمكانيات قديمة دون استثمارها ،
مكتفين بما سبق لهم معرفتها، فتظل في دوامة لماذا كان الأقدمون ينظرون لكل شيء بفطرتهم، ويمتازون باستخدامها؟ ونحن عكس ذلك رغم عصر الامكانيات الحديثة والمتطورة ؟

فالفكر الذي يتطلع ماوراء التركيز الذهني ..
يشاهد ببصيرته الحقائق، ويكتشف ما بعد الغموض ،
ليبرهن نظريات الحياة بتفاصيل دقيقة لها أبعادها ،ونتائجها.

فعصر التكنولوجيا ليس اكتشاف الماديات فحسب بل إنه يعكس قدرة الفكر الذهني ،والذكاء الاصطناعي اللذان يجعلا من العقل يستخدم طريقة تهدف إلى نتيجة متقدمة .

فالسموم الموجودة بأجسادنا تعالجها السموم المكتضة بالحقن الدوائية والصناعات الكيميائية التي تفتك بصحة الإنسان  الصحيح إن تناولها.
ومع التكنولوجيا المتقدمة تم اكتشاف إذا  توافق شيئين في مكان واحد يحدثا خللا ويتصارعا حتى يقضي كلا منها على الآخر ويبقى المكان هادئا.

حتى الفكر الذي ينظر إلى المدى البعيد يكتشف أو يدرك  أن  ذلك لا يقتصر على الماديات فقط بل إن المعنويات تلعب دورا كبيرا لهذه الحقائق .

وفي تأزم الحياة وشدة القسوة التي آلمت الصغير والكبير هناك فئة منغمسة وراء ملذات ولهو الحياة تقبع في اتباع الهوى وراء تكنلوجيا الانحطاط ومن خلف شاشات العبث التي تصنع مستقبلا هشا لا يراعي ابتسامات غائرة صنعتها تقنيات لم تستخدم إيجابيا
 
فدراسة الحياة وتجاربك  مع الآخرين ،وخبرتك في معاملات من حولك تستنتج أن من صادفته بالأمس وعملت معه  ربما غير ملاءم أن تتعامل معه اليوم فرياح الأمس اختفت وهاهو طقس اليوم هادئا، يوشك برؤية معطيات جديدة لتبرهن نظرية التغير بين الفكر والتقليد .

وهكذا يحدث الإنسان بفكره المرن ثورة عميقة إما أن تنجب  جمهورية حياة أو تتزوج عقيما إن أخطأ الفكر نظريته ورؤيته .

_____________________
مروان يحيى الشرعبي
24_8_2020م