الاثنين، 17 أغسطس 2020

تعليق على انفجار نرفأ بيروت محمد الرقيحي

.. تعليقٌ على انفجار مرفأ بيروت ...

شعر / محمد إبراهيم الرقيحي

تَعالَيتَ يا لُبنانُ، مَجدُكَ قد حَلَّا
وأَرضُكَ دَومًا تَحضُنُ الشَّرَفَ الأَعلَى

أَلا لِيَكُنْ فِي أَرزِهَا طُهرُ نَبتِهِ
وسُقياهُ مِن غَالِي السَّواعِدِ ما غَلَّا

وإِنَّ زَكاءَ المَرءِ مِن ذَاتِ نَفسِهِ
لَخيرُ دَليلٍ عَن مَكارِمَ إن دَلَّا

جَلَلتَ وجُلُّ الأكرَمِينَ جَلَالُهُم
سَرابٌ وإِنْ جَلَّ المَقامُ بِمَا جَلَّى

فهَل جَاءَ شَجبُ الشَّاجِبِينَ ونَدبُهُم
جِهارًا ولَم يُوصُوا بِباكِيَةٍ بُخلَا ؟؟

*******

بَلَى إِنَّها في وَجهِ يَومِكَ حادِثٌ
أَلَمَّ ولَمَّا تُكتَشَفْ عَورَةٌ تُجلَى

تَدَرَّجَ فِي سُوقِ الأَكَاذِيبِ نَقلُهَا
ومَا استَوعَبُوا تَفسِيرَهَا فَيَعُوا نَقلَا

بِدايَةُ مَا يَنوُونَهَا مِن نِكَايَةٍ
عَلى حِينَ لَم يَنوُوا لِمَعرِفَةٍ أَصلَا

وأَمَّا الَّذِي قَالُوهُ فَهْيَ خَديَعَةٌ
أَضَلُّوا بِهَا عَقلًا، إِذا أَعمَلُوا عَقلَا

كَأنَّهُمُ إِذ بالأَصابِعِ نَحوَهُم
أُشيرَ أَخُو جُرمٍ ومَن حَولَهُ قَتلَى

كَأَنْ لَم يَكُنْ إِلَّا دَوِيٌّ وبُرهَةٌ
إِذا بِالشَّظَايَا نارُها أَصبَحَت حُبلَى

طَوى كَبُراقِ الرِّيحِ عَنهَا صِحافَهَا
كَأَنَّ سِجِلًّا قَد طَوى عِندَمَا فَلَّا

يَقُولُونَ مَا بَعدَ المُصابِ مُصيبَةٌ
فما بالُهُم قَد أَضمَرُوا بَسمَةً جَذلَى

*******

تَعالَيتَ يا لُبنانُ عَن خِسَّةِ الوَرَى
وعَن خِسَّةِ المَاشِينَ فِي عَمَهٍ غُفلَا

تَبَوَّأْ بِما فِي وُسعِكَ اليَومَ كَونَهُ
فلَيسَ غَريبًا حَوطُكَ المَجدَ والفَضلَا

وإِلَّا يَكُنْ لِلمَكرُماتِ طَرِيقُهَا
فكُنْ فِي طَريقِ الصَّعبِ مَركَبَهَا السَّهلَا

مَشَيتَ وكَانَ اللَّيثُ دُونَكَ صَاغِرًا
كَأنَّك لَم تَعبَأْ بِما عَنكَ قَد وَلَّى

فمِنكَ أَبُو هَادِي ابنُ أَنصارِ قَومِهِ
وأَنصارِ دِينِ اللهِ والوَارِثُ النُّبلَا

فَتًى فِي جِهادِ البَغيِ ظَلَّ مُقاوِمًا
وكَانَ لِإِسرائِيلَ فِي ظَهرِها نَصلَا

مَتى شَهَرَ السَّيفَ اليَمانِيَّ وَاثِبًا
تَلمَّعَ مِنهُ بارِقٌ يَختِمُ الفَصلَا

يُغيرُ عَلى أَجنادِهِم وَهْوَ وَاثِقٌ
بِبَأسٍ مِنَ الرَّحمنِ والجُندِ مَا كَلَّا

ويَقفُلُ بالنَّصرِ المُؤَزَّرِ راجِعًا
بِخَيرِ رِجالٍ ثَمَّ قد بَذَلُوا بَذلَا

*******

ويَا سَيِّدَ النَّصرِ العَزيزِ مُؤَنَّقًا
ويَا حافِظًا نَهجَ الرِّسالَةِ والسُّبلَا

سَلِمتَ بَقاءَ العِزِّ عِزًّا وذُلِّلَت
لِأَمرِكَ مَا عَزَّت عَلَيهِ ولَا ذَلَّا

هَلِ اليَومُ أَملَى ما عَلَيهِ كِتابَةً
أَمِ الغَدُ في استِعدَادِهِ حالَ أَن يُملَى

فقَد آنَ لِلثَّاوِينَ خَلفَ سَتائِرٍ
دِقاقٍ ظُهورٌ كَي يُقالَ لَهُم كَلَّا

أَبُثُّكَ كانَ الظَّنُّ أَقرَبَ فِكرَةٍ
بِأنَّكَ تُرعِي سَمعَكَ القَولَ إِن قَلَّا

أَلا إِنَّ قَولَ الشِّعرِ لِي مُتَنَفَّسٌ
عَلى أَنَّ لي فِي جَعبَتِي نَفَسًا يَصلَى

لَواعِجُ تَستَشرِي فَيذكُو ضِرامُهَا
وتَرجُفُ مِن مَعنَى تَناهَيدِها الجُلَّى

ومَا أَبسَطَ القَولَ الرَّشيقَ عَلى فَمِي
ومَا أَندَرَ العِلقَ النَّفيسِ ومَا أَغلَى

وبِي غُلَّةٌ مَا إِن لَها قَطُّ مَورِدٌ
إِلى أَن أَرَى مِن غِمدِهِ الحَقَّ قَد سُلَّا

أَبا الثَّائِرينَ الأَكرَمينَ وهَل لَنَا
عَلى العَهدِ ميِثاقٌ فنَطَّرِحَ العَذلَا

أَلا طَالَ هَذا الشَّوقُ هَل سَوفَ نَرتَقِي
إِلى زَمَنٍ يَلقَى لَهُ الباطِلُ العَدلَا

يُماطِلُ في هَذا ويَعلَمُ أَنَّنَا
نُشاقُ إِلَيهِ ثُمَّ يُوسِعُنا مَطلَا

وإِنَّا إِلى لُقياهُ في مُتَرَدَّدٍ
نُغالِبُ فِيهِ الهَجرَ أَم نَرقُبُ الوَصلَا

*******

أُعيذُكَ مِن مَدحِ الكَذوبِ فَإِنَّهُ
أَثامٌ وإِن صامَ الدُّهورَ وإِن صَلَّى

وَجَدتُ طِباعَ العالَمينَ رَهِينَةً
إِلَى اللُّؤمِ إِلَّا مَن لَهُ عَمِلَت إِلَّا

وإِنَّ كَثيرَ النَّاسِ فِي غَيرِ بَلدَةٍ
عَلى غَيرِ شَملٍ أَن يَلُمَّ لَهُ شَملَا

ولَولَا بَناتُ الدَّهرِ تَرشُقُ أَهلَهَا
لَمَا عَرَفَ المَرءُ الأَقارِبَ والأَهلَا

وحَسبُ الفَتَى مِن دَهرِهِ مَا يَسُوؤُهُ
لِيَنهَلَ مِن وِردٍ إِذا لَم يَكُن عَلَّا

وأَبعادُ هَذي المُحدَثاتِ صَنَائِعٌ
تُخبِّرُ أَن لَيسَ القَوِيُّ الَّذي أَبلَى

ومَن لَا يُجِلُّ القَدرِ في ظُهرِ يَومِهِ
وأَبدَلَهُ بعدَ السَّماعِ فَلا جَلَّا

#محمد_إبراهيم_الرقيحي
#تعليقٌ_على_انفجار_مرفأ_بيروت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *