الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

*قسيسة من خلف الضباب 11* رواية للكاتبة:- عفاف البعداني

📃 💨
---------------------------*قسيسة من خلف الضباب 11*
عفاف البعداني

-لاعليك ولكن أريد غدًا أن أنزل إلى المدينة؛ كي أطمئن على حسين ،وأسرته،ولكن لن أخبر أمي سوف يبقى هذا سرا بيننا ،يازهرة ،سوف أقول:…  أني ساذهب لمكان اخر، أتفقنا.

-هل ارتحتِ الآن يافضولية .

-نعم يا أخو الفضولية ارتحت أي شيء أجمل من أعرف مالذي يشغل بال عزيزي جهاد.

-زهرة وأنتي كيف حالك ،هل مازلتِ تكتبين ،وماهو مشروعك الأخير ؟

-نعم لازلت أكتب وقريبا سوف أكمل تأليف كتاب  .

-ماذا كتاب!!! عظيم بورك فيك زهرتي أتوق لقراءته، وماذا عن مكانك في الجبل هل مازلتِ تذهبين؟؟

-آهٍ ياأخي لقد مسكت يدي المجروحة أمي منعتني من الذهاب إلى الجبل منذ أخبرتها بأمر القسيسة وهي تخاف عليّ .

- أخبريني ،ماحقيقة اﻷمر.

-قصة طويلة الآن أنت متعب نم…  وغدا سوف نتحدث بكل التفاصيل ،فقط أرجو منك طلب.
-ماهو ؟؟؟؟

-لقداشتقت للجبل ،غدًا حاول أن تقنع أمي بأن أذهب لهناك لقداشتقت إليه، أرجوك لا ترفض.

-ولكن أخاف عليك يازهرة.

-سوف أذهب مع صديقتي نوال .
-على سيرة نوال ماحالها وهل هي بخير هل تزوجت.

-أخي مالذي تريد قوله بالضبط.
-لاشيء اذهبي أيتها الفضولية.

-حسنا ياجهاد سأذهب وسوف أنجيك من أسئلتي بشرط أخبر أمي غدا بالسماح لي، وطاب مساك ياعزيز أختك.

-طابت ليلتك زهرة.

-أمي ،عمتي ،عمي إلياس، ليلة سعيدة سوف أخلد للنوم.

-تصبحين على خير .

توجهت لغرفتي وشعرت بنوبات صداع فضيعة، رفعت يدي إلى الله راجية أن يخفف عني ألمي ويريح بال المتعبين، الصداع بدأ يشتد عوده في رأسي، وأنا كالعادة آخذ مذكرتي وأطفأ النور وأشعل الشمعة فعادة أفضل الكتابة على ضوء الشموع بدلاً من ضوء المصباح،  بالكاد مسكت القلم وبدأت أكتب،  الصداع هذه المرة هو من يدير حروف القلم على ورقٍ ملئ بالجماجم المتعبة، كنت أكتب بدون شعور.

((10:00/م/مذكرتي هذا اليوم رأيت الغروب يتحطم هدوءه و ويتلاشئ جماله الذهبي  مع بزوغ الليل الحالك بظهور صداع لاهدوء له يخالج فكري مع أول نسمه ليلية، نعم أيتها المذكرة صداع يسكن في بيت الساعات الواقفة لا الثواني المعدودة تحركه ولا الطقوس المكانية تيقظه، صداع يرافقه أسئلة حلزونية المدى لاأجوبة لها، صداع أعيش معه بوجع غريب يخيط الصراخ بحريرالصمت،أعيش معه وأقف بحلقة الانتظار
متى سيتبخر هذا الكوم الثقيل من رأسي؟؟
متى سيتحرر الحطام الذي أودعته مدن مابعد الحروب؟؟)))) 

أقفلت المذكرة وقد خارت قواي وبكيت حتى ملّ الصداع من وجع رأسي ،لقد كان الألم يتوارى خلف المهدءات ولم استطع التحمل ،الساعة الثانية ليلاً 2:00م  وأنا لم أنم وفجأة انطفى لهيب الصداع وأقدم على الانسحاب فشعرت براحة وأتت لحظة أنتظرها على أبواب النوم حين أضع رأسي على وسادتي المخلصة  يزاحمني الضجيج وتعاودني تلك الوساده بتقاسم الوجع
ومن ثم يمضي الوقت ولا أدري بالزمن اللحظي الذي غرقت فيه جفوني في ٱمنة النعاس من شدة الدوار لاأعرف بأي طابق نمت وبأي شارع توقف فكري لينام ويذهب بعيدًا عن شرارة الصداع لأبدا يومي الجديد ناسي ماخلفه ليلي بالأمس.

أيقظتني أمي لصلاة الفجر ولم أستطع النهوض حتى الساعة السادسة صباحا 6:00ص ،صليت وشعرت بأن الحياة بدأت من جديد وعليّ أن أنسى صداع الأمس، وأعيش اليوم بأمل وبحب وبتفاؤل.

-أخي ذهب للمدينة .
السلام عليكم أخي حسين، كيف حال والدك وأختك ؟؟

-بنبرة خريفية ذابلة ،وبوجه شاحب أصفر وبجسد فقد قوام الاستقامة يقول:  لقد رحلوا جميعًا ولم يبقَ أحدامنهم، لقد كان القصف شبح أرعن قتل حياتي على صفيح من الرحيل،  لقدسافروا جميعهم ولم يتركوا لي عنوان ؛كي الحق بهم فلا مستراح لي في الأرض بعدهم.

- عظم الله أجرك يا أخي، ولاتحزن الموت أمرمصيري وحتمي لكافة البشرية، وكم هو عظيم أن ترتقي أسرتك بنيل الشهادة، ولتكن صبورا حامدا لله في كل الخطوب، هيا قم وانهض ولا تستسلم للحياة سنحارب الحياة والظروف والصعاب إلى آخر لحظة بالحياة معا .

-ونعم بالله يا أخي جهاد.

بعدساعة تم تشيعهم إلى مقبرة الشهداء،وتم دفن أسرة حسين كاملة،وجهاد لم يتركه حتى آخر لحظة.

وقبل الرحيل وقف حسين أمام قبورهم الحية مع قلبه المذبوح ، قرأ الفاتحة وردد قائلا:....
((أمي، أبي ،أختي… تركتكم في حفظ الله ورعايته لقد حل القدر ودق ناقوسه بالرحيل مبكرا، وأنتِ أيتها الأرض لاأوصيك عليهم رفقا بهم أحتضنيهم برفق وبحب ،لقد أخذتِ أعز ما أملك وها آنذا تركتهم لك عن طيب وجع ،ولن ينتهي عزائي عليهم مادامت أنفاسي حية، وهاهي دموعي تذرف ليس سخطا وليس ضعفا ولكن حين دفنتكم كسرت زعامتي ورقت هشاشة روحي فاعذري ابنك المسكين ياأمي الذي أجبرته الحياة أن يخرج دموعا رجولية تُعد بالأصابع ولكنها تحمل مرارة ومشاق العالم بأكمله، أبي قريبا سوف أذهب حيث ذهبتم ،سوف أتوجه نحو جبهات العزة والشرف وسنلتقي على مرفأ الشهادة وداعا ياكرام)) 

ذهب حسين بجسده تاركا روحه معتكفة في معراج العزاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *