الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

*قسيسة من خلف الضباب9* رواية للكاتبة:- عفاف البعداني

📃 💨
------------------------------*قسيسة من خلف الضباب9*
عفاف البعداني

- استغربتُ  أين هي القسيسة دار نظري هنا وهناك أبحث عنها فرأيتُها في زاوية من الغرفة، منهمكة تقرأ في المذكرة، صب العرق فيني وخجلت كوني لاأحب أن يفتح مذكرتي أي أحد فهي حياتي التي أرتاح  بها بعيدًا فوضى عالمي الخارجي، لم أجدطريقة كي أوقفها عن المطالعة،  ألم بي القلق وزاد، وجدت نفسي عازمة القول:  عزيزتي اعطيني هذا الدفتر.

- أهي كلماتك ومذكرتك صحيح!!
-زهرة بصوت خجول:نعم…. .

-حروفك جميلة وأتوقع لها مستقبلا زاهرًا في عالم الكتابة، إن بعضًا من سطورك تشبه تماما حروف معلمي الراحل قرعدستان .

-تقول زهرة:  أنا أعشق الكتابة كثيرًا الكتابة ترجمان الروح وسمفونية الفكر، ولدي حلم في تأليف عدة كتب ولكن مشاغل الحياة خذلتني، لم أمتلك الوقت الكافي للكتابة سوى هذه اليوميات، فكما تَري الحياة تجبرنا على تحمل أعباء كثيرة لاتقوى عليها معالم النفس البوحية، من تنظيف المنزل ،وذهابي للمركز لاعطاءالدروس، وانشغالي بقضايا من حولي، ومساعدة أمي في مشروعها المحلي في الخياطة، وصناعة المعجنات لكي نصل للهدف الأسمى وهو  الإكتفاءالذاتي، وهناك أشياء تبقى عالقة في قاع الذاكرة ولا نجيدها بالوصف. 

ولكن أيتها القسيسة دعيكِ من أمري، هل عُدتِ لعالمك!؟؟لقد كنت أفكر فيك طيلة الفترة، لقدغبت ذلك اليوم بشكل مفاجئ ولم أستطع أن أثبت ﻷمي أني على حقيقة من أمري، بل ذهبت ولم تتركي لي أي إجابة وبقيت أنا في سرداب الهوس والاتهام بالعالم الأخر .

-سامحيني يازهرة ولكن أخبرتك لا أحديستطيع رؤيتي سواك.

-تبدأ القسيسة بالسرد:

في ذاك اليوم يازهرة رجعت إلى قلب شجرتي واستلقيت على أرض من العشب شاردة الحال أفكر بما قلتيه وقررت أن أعود وأكمل مشوار معلمي ولن أخاف لقدظلت كلماتك والقلب اﻷبيض المرسوم بالورقة السوداء، وكل شيء متعلق بذاك اليوم، حبيس في ذهني ولم أنسه، وبعد خمسين سنة من الغياب توجهت نحو الباب بتردد،  عزمت القرار ،لمست الكتاب فإذا بتلك النقوش والرسوم تظهر وتتحرك، وكأن عالمي ينتفس عبر تلك الصفحات الحية، استمرت الحركة وفُتح الباب من تلقاء نفسه مضيت خارجة من لحاء الشجرة ، ووجدت قبر معلمي بقربي مازل كماهو ولكن قد غطته الأعشاب، وامتلئ بالغبار ، وساورتني تيارات متضاربة بين الخوف والشجاعة.

كنت أتذكر المدة التي مضيتها في النحيب والبكا ء تحت هذه الشجرة تذكرت كيف مات، تذكرت براجم المحراب، كل شيء رجع إليّ دفعة واحدة، استعنت بالله وتذكرت القلب الأبيض وتحدثت مع راحلي فوق القبر عنكِ و أخبرته .

-معلمي..  عدت إليك لقد اشتقت لعالمنا، وقضيت وقت ممتعًا في صومعتك الكتابية، ولكن ثمة أمرا لقد التقيت بإنسية اسمها/زهرة…  أخبرتي أنه يجب عليّ أن أعود وأكمل مشوارك ياسيدي ولن أخاف أبدا فالموت بيد الله وحده وليس بيد الأشرار.

أتتني رياح لطيفة تشبه تلك الرياح التي غادرت على إثرها، وكأنها روح معلمي مستبشرة بقدومي وسعيدة بما أقدمت عليه كما أنها كانت خائفة علي.

ولكن إرادتي كانت أكبر من كل المخاوف، مضيت نحو قريتي وأنا أجوب الشوارع والبيوت ومدى التغير الذي قد طرأ لها، لمحت أطفال بقرب النهر يرعون الأغنام، وتأملت كم يبدو موطني جميل ولاينقصه سوى وجود قرعدستان.

-أنصت لكلام الأطفال يقولون: ...اسرعوا فأُمنا ستقلق علينا فابالأمس  حدث عراك بين حراسنا الأوفياء وأصحاب الوردة السوداء وتخلصو منهم ،هيا لنعدبسرعة .

انهد شعوري عرفت أنهم مازالوا يمارسون الشغب ولكن الشيء الجميل وغير المتوقع أن هناك حراس وأصبح لدينا من يحمي هذه الأرض من أعمالهم اللعينة، قطعت حبل الحديث مع نفسي وتوجهت نحو أحدهم.

- رديت السلام كيف حالك صغيري ؟؟
- بخير .
-هل الأغنام لكم ؟؟
-نعم .
-جميل…
-هل تدرسون...؟؟
-يجيب وهو في عزتعبه: لا… لقدمات معلمنا الذي كان يعلمنا وأكلتنا الأعمال الشاقة ونسينا أمر التعليم تماما، يلتفت ليسمع نداءصديقه.

-نداء من بعيد مناصه :هيا….  لنعد هيا ،أعد تلك الغنمة لقد هربت ياتامر مع من تتكلم أسرع.

-تامر: حسنا سوف ارجعها ،أستاذنك بالمغادر.

-قبل أن تغادر أريد أخبرك بشيء ،هل تريد أن تتعلم.

-نعم تعال سانتظرك غدًا عند شجرة قرعدستان .
- سوف آتي.

وهذا ماحدث يازهرة في غيابي عنك، قررت أن أجمع الأطفال وأبدا بتعليمهم، شعرت بإرتياح لم أعهده، وكأنني رأيت راحلي يبتسم لي في مرقده، وكأن الحياة بدت وهي مبتسمة ،ابتسامة عريضة تمتد من جبال الشرق إلى الغرب.

-ترد زهرة:… جميل أيتها القسيسة أنا سعيدة  بسماع هذا الخبر.
-وأنا سعيدة مرتين لأني وجدت شيء  يربطني بالحياة بعد موت سيدي،لقد تغيرت مجرى حياتي للأفضل ممتنة لك كثيرًا يازهرة، أتعرفي أنك بتِ شيء مقرون بحياتي وإلى اﻷبد .

- وأنا أشكر مشاعرك النبيلة، فلولاك بعدالله ماستطعت أن أنهض ولكني أشعر بتحسن والحمدلله لقد أنزوى الألم عني.

-غريب ألمك يازهرة يأتي بسرعة ويذهب بسرعة.

-لاتستغربي هيا ساعديني لأنهض لا أريد أن تراني أمي طريحة الفراش ،وأريدجمع الزجاج المبؤس الذي كسرته عند باب غرفتي .

-حسنا سيدتي أنا بخدمتك.

تقوم القسيسة بأخذ المكنسة من يدي وتريد أن ترفع الزجاج من الأرض كون التعب لازال مرسوم بملامحي، جمعت الزجاج وبطريقة بطيئة وغريبة وأنا أتعجب وأتامل شعرها الجميل، فطرحتها قد أفلتت ولم تنتبه ورأيتها كالشمس مشرقة.

- ولكن لاأخفي عليكم أيها القارئين مهما كان جمالها، الخوف مسطيرعليّ ومعه خط رجوع للمنطق،  كونها مخلوق غريب عني، وربما أن الشيء الأقوى الذي جمعنا على صفيح من التواصل، هو انسجام الأرواح الذي لايرى ولكنه يعيد تراتيل الحياة بمجملها وبقوة  .

تكمل زهرة الحديث قائلة:….  بعدما نظفنا اﻷرض توجهنا نحو النأفذة تبادلنا أطراف الحديث وأشياءنا المفضلة، أحلامنا التي تحققت والتي لم تتحقق والتي لازلت أعزوفة يتيمة بين الوترين ; نعم و
شعرت أن الفرصة حانت لأنقل لها كلام جميل عن عالمي ومالذي يحصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *