الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

*قسيسة من خلف الضباب10* رواية للكتابة:- عفاف البعداني

📃 💨
قسيسة من خلف الضباب10
---------------------------------------
عفاف البعداني

على حين غفلة، عادت  أمي وأعدت طعام الغداء وإذا بها تناديني زهرة تعالي الغداء جاهز.

- يالهي متى عادت أمي لم أشعر بمرور الوقت  معك أيتها القسيسة .

- تنادي سديم:… .زهرة لدي خبر مفرح تعالي، الساعة الثامنة سيطل الناطق الرسمي لقائد القوات المسلحة، على التلفاز سنشاهد ما حققته الدفاعات الجوية.

-حالاً ياأمي سأنزل.
-أتعرفين أيتها القسيسة من توكل على الله فهو حسبه.

-ماذاتقصدي لقد تعجبت ومن الذي سيكون على الشاشة؟؟

-آه ياعزيزة…  هذا ماكنت أود أن أخبرك به ولكن لم تسنح لي الفرصة كلما نويت أن أخبرك خطف لقاءنا الوقت ،ولكن أعدك سوف أحكي لك تفاصيل مدينتي المحاصرة، تفضلي معنا الغداء.

-أشكرك سوف أذهب ،زهرة لاتنسي أهتمي بنفسك فأنا أحبك كثيرًا، الوداع يازهرة.

-لاتخافي عليّ سأكون بخير استودعتك الله، ولم أكد أن ألتفت إلا واختفت ،ألمّ بي الخوف رغم أني تعودت على مجيئها ومغادرتها بهذه الطريقة المطفرة والمخيفة. 

- الطعام لذيذ سلمت يمناك ياأمي.
- هنيئا ،كلي حتى تتخلصي من هذا الجسم النحيل.
- أريد ياأمي أن أكون هكذا.

-الهاتف يرن ،خيرمن المتصل هذه الساعة.
-أكملي طعامك أمي سوف أجيب أنا.
-الوووو… زهرة كيف حالك؟ نحن الآن في طريقنا إليكم أنا وعمتي سارةوزوجها!!
-أهلا ومرحبا بك ياأخي ولكن تبدو قلقا.
-لقدتم قصف منذ ساعتين .
- تقول قصف أين وكيف؟!

-سديم تترك الطعام فزعة مالذي حصل يازهرة،أخوك بخير .

- جهاد يرد على زهرة..  نعم لاتخافوا فقط بيت عمتي تهشمت  زجاج نوافذه .

-أين أنتم  هل أنتم بخير.
-الو
-الووو… ..انقطع الصوت يأمي.
-مالذي حصل.

-أخي يقول:… عمتي سارة وزوجها سوف يتوجهون إلى بيتنا قصف جديد في مدينتهم.

-يالله أحفظ لي ولدي .

تقول زهرة: أصبح وجه أمي شاحبا ،جدًا فلا زالت متأثرة برحيل أبي، حاولت أن أهدا من روعها ولم تهدأ حتى دق الباب، وسمعت صوت أخي جهاد ،فتحت الباب وضمته لصدرها وكأنها بحراً يخبئ لؤلؤةثمينة في محارة قلبه المغلوب. 

-أمي أطمئني أنا بخير ولاتنسي الزوار إنهم خلفي.

-أهلا عزيزتي سارة، أهلا أخي إلياس، حللتم أهلا ونزلتم سهلا في بيتنا المتواضع.

تدخل سارة وزوجها إلياس، وهم يشعرون بالخجل، وبالأسى فبيتهم مهدد بالدمار في أي لحظة كانوا في حالة صعبة فلاشيء أعظم من أن تهجر
مأواك وبيتك رغما عنك، ما أقسى أن تسمع دوي الصاروخ فوق عمامة بيتك ولاتعلم ماهي تهمتك، ماأقسى أن تهجر حديقتك ومكانك في ظل حرب لايفرق بين صغيرا أوكبيرا حجرًا أو شجرا،مأسي متوالية خلفها العدوان على أراضينا  الضبابية ، بشكل يومي  .

سديم ترحب بهم وتشعرهم أنه لافرق فهذا هومنزل أخيها، تحاول أن تعطيها طاقة وقوة تواجه بها ظروف الحرب فاجتمعوا وجلسوا معا، فتحوا التلفاز وطل الناطق الرسمي لقائد القوات المسلحة لمدينة الضباب/.. وفي وجهه بشارات النصر والعزة .

يقف بصوته الرنان الذي يخيف وحوش العالم بأكملهاويقول :((تم بحمد الله تطهير كافةمناطق محافظة………. إضافة إلى تحرير عدد من مديريات…… ولقد خلف العدو خسائر فادحة في اﻷرواح والعتاد، وهناك مشاهد لم يتم اﻹعلان عنها بعد، الرحمة للشهداء، الشفاءللجرحى، والنصر المؤيد لشعبنا العظيم ولمديتنا الضبابية ))

-تحكي زهرة:… .ونحن نستمع كانت العزة والبهجة تعترينا بشكل لايوصف ليس لأننا نهوى الحروب، أو رُعاة لتدشين الصواريخ وقتل اﻷرواح ولكن من قبيل الدفاع ولكي يتم رفع الحصار الجائر الذي خلف تبعات وجسية في بلادي المنكوبة. 

أقفلنا التلفاز وبدأت عمتي/ سارة، وأمي وعمي إلياس يتحدثوا……  عن بشائر النصر، وأنهم قد صبوا جام غضبهم وقصفوا حتى يدروأ جزء من ماء وجههم الذي هدر بين العالم ،ولكن مع الأسف بقتل المواطنين الأبرياء.

جهاد شارد طيلة الوقت ولم يشاركنا بأي كلمة ، تعجبت وشعرت أنه يخفي شيئاً ما.

-فجأة يصعد غرفته بحجة أنه يرتاح بعد السفرلم تنطلي علي الحيلة، أسرعت ومشيت نحوه طرقت باب غرفته ودخلت.

-أهلا زهرتي…
-أخي،أريد  أن أتحدث معك.
- تفضلي.
-،لقدكنت طيلة الوقت شارد الحس ،ومضطرب البال، منذ وصولك ماالسبب أخبرني .

-جهاد يصمت.

كالعادة الرجال لايعترفون أبدا بمايجري لهم، يصمتون وفي داخلهم ألف حكاية، يدّعون اللاشيء وفي داخلهم كل شيء، يكتفون بالصمت و يحملون على عواتقهم هموم لاتقوى على حملها الجبال ولكن بصبر وسكون غريب، ولامن كلمة من شأنها تخبرنا مايحدث في جمجمتهم العنيدة . 

-أُصــر على جهاد مالذي يحدث معه، وبعدجهد جهيد يرد.

-  إنني قلق على أخي/ حسين…  لقد تم اليوم قصف منزله بالكامل ،لقد أُخذ جميع أفراد أسرته إڵى المشفى،توفيت أمه ومازال أبوه وأخته في العناية المشددة تحت رحمة الأنابيب والأكسجين الهزيل، والأدوية الشبة منعدمة، ولم يكن على مايرام ، لقد اهتد وأصبح في عزاء لا عزوف منه.

-  لمَ تركته إذًا ؟!
-ذهبت لاطمئن على عمتي، واشتد القصف في الشارع الذي يقف بين المشفى ومنزل عمتي سارة فنجونابأنفسنا قبل وصول صاروخ أخر .

لاأعلم إلى متى سيستمر العدوان، وإلى متى سيظل الحصار، كل يوم يمر  أريد أن أكبرفيه سنة حتى أصبح جنديًا وأنهج درب أبي في درب الجهاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *